هل سيتم ترتيب أوضاع غزة دون أبو مازن ؟
بقلم ناصر ناصر
في ظل عدم التوافق بين الفصائل الفلسطينية من جهة ، و حركة فتح بقيادة ابو مازن من جهة أخرى على موقف موحد بشأن المصالحة و التهدئة ، و في ظل إصرار قيادات فتح و على رأسها حسين الشيخ و عزام الاحمد و غيرهم على أن يترأسوا الوفد الذي يضم بقية الفصائل كأعضاء بحجة امتلاكهم ( للشرعية ) ، و هو أمر يرفضه العقل السليم و المنطق الوطني و النضالي ، و لا توافق عليه معظم الفصائل الأساسية في الشعب الفلسطيني ، و لا تشجعه تجربة ترأس رموز التنسيق الأمني للوفد في حرب 2014 .
و في مقابل هذا نجح موقف ابو مازن حتى اللحظة فيما يبدو كتعطيل لمسار التهدئة بسبب الحرص الشديد و الذي لن يكون مطلقا و نهائيا على الارجح من قبل كافة الاطراف غير الفلسطينية على ضرورة مشاركة ابو مازن كشخصية مفضلة ، رغم إشكالياتها بالنسبة لهم بسبب برنامجه الأمني المدعوم و المتفق عليه من قبل كل أطراف المنطقة و العالم .
من المناسب الاشارة الى انه ( و حتى ) أبرز و أشد الداعمين لموقف إشراك ابو مازن و هم الشاباك الاسرائيلي و ما تبقى من قوى اوسلو في المؤسسات الاسرائيلية الامنية و السياسية و غيرها لا يمتلكون من جهة القدرة الكبيرة في التأثير و حتى لو امتلكوها فلن يستمروا في موقفهم إن أصبح البديل هو حرب كبيرة مع قطاع غزة .
ظهرت المزيد من المؤشرات في الساعات الاخيرة على أنه سيتم فعلا تجاوز ابو مازن إن أصر و لم يتراجع عن موقفه التعجيزي بالتمكن أولا من كل مفاصل غزة في كل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ، و سيكون تجاوز ابو مازن هو الخيار النهائي الاضطراري لكل الأطراف المعنية بحل الأزمة في غزة . و سيضيف الرئيس ابو مازن بهذا المزيد من التعقيد على الموقف الفلسطيني المعقد أصلا ، و لكن هذا لن يمس بإرادة الشعب الفلسطيني و معظم فصائله بالسعي نحو الوحدة الوطنية ، و استمرار النضال من أجل تحقيق كامل الحقوق و على رأسها الحرية و العودة و الاستقلال .