انتفض أهالي مديرية السويداء ضد مليشيات الأمن العسكري ومنتسبيها المحليين، الذين أرهبوا الحي وأهاليها بأعمالهم الإجرامية، لا سيما عمليات الخطف والاعتقال العشوائية للمدنيين والطلاب في اليومين الماضيين.
وأفادت شبكات محلية -بينها "السويداء 24"- أن الفصائل المحلية ممثلة بقوات "حركة أهل الشرف" الدرزية -بدعم من الرئاسة الروحية- هاجمت مقر ميليشيا "راجي فلحوط" التابعة للأمن العسكري في بلدتي سليم وعتيل، بهدف القضاء على المليشيات التي تشكل خطرًا على السويداء وأهلها.
وحاصرت الفصائل المحلية مقر ميليشيا "فلحوط" وبدأت بمهاجمة المقر المركزي قرب بلدة عتيل، وتمكنت من مهاجمته في هجوم مكثف بالمقاتلين الذين قدموا من جميع أنحاء القضاء، حيث وقعت اشتباكات عنيفة وشهدت عمليات تبادل إطلاق نار من مدافع رشاشة وقذائف بين الجانبين.
كما تمكنت الفصائل من السيطرة على المقرات الرئيسية مع استمرار محاصرة الأماكن والمباني التي يحاصر فيها عناصر "فلحوط"، في ظل الخسائر الفادحة في صفوف الفصائل المحلية والمدنيين الذين يقدر عددهم بحوالي 10 قتلى بينهم (الشيخ أبو تيمور، ومعتز الطوال، والشيخ أبو حازم سامر مكارم)، وأصيب العشرات، كما قُتل ما لا يقل عن 4 عناصر من ميليشيا "فلحوط"، وتمكنت الفصائل من أسر 4 آخرين.
النداءات والطلبات:
وطالبت "الرئاسة الروحية" للطائفة الدرزية الأهالي عبر مكبرات الصوت في بلدة قنوات، بمواجهة عصابة فلحوط وكافة عناصرها "والتعامل معها بحزم بالتنسيق مع الفصائل الأخرى والأهالي، قائلةً: "يجب على المليشيا الاستسلام حتى لا يموتوا ولا ينجروا وراء الإرهابي فلحوط، لقد فات الأوان".
وفي ظل المناشدات الواسعة من مستشفيات مديرية السويداء للأطباء والممرضات لدعم الكادر الطبي للتبرع بالدم والمشاركة في نقل وعلاج الجرحى الذين يقدر عددهم بالعشرات نتيجة اشتباكات وإطلاق نار عشوائي من قبل ميليشيا فلحوط، أفادت شبكة السويداء 24 أن مجموعة الراجي فلحوط منعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى مدينة السويداء، بمهاجمة السيارات بإطلاق النار في بلدة عطيل على عدد كبير من الجرحى، وتم انقاذ من نقلوا باتجاه مستشفى الشهباء".
المطاردة المستمرة:
ويتضح من التقارير الواردة أن ميليشيا فلحوط ما زالت "تعمل في منزله ببلدة عتيل وفي عدة أبنية شاهقة"، في ظل الحصار المفروض على جميع المواقع والمباني التي يختبئ فيها رجال المليشيا.
وذكرت شبكة "الراصد" المحلية، أن الفصائل المتمردة وأهالي الجبال وصلوا إلى بلدة قنوات لشن هجوم على أماكن الاختباء التي يتوقع أن يتواجد فيها سكان فلحوط، وسمعت دعوات للمليشيات الأخرى لمساعدتهم.
وفي ظل التوترات السائدة في معظم مناطق السويداء واضطراب حركة المرور على عدة طرق رئيسية نتيجة الهجوم العسكري والاشتباكات العنيفة، تكررت دعوات المواطنين للبقاء في منازلهم خوفا من إطلاق نار مستهدف نتيجة الهجوم.
ومعلوم حتى الآن أن الفصائل تمكنت من القضاء على ميليشيا فلحوط وما زالت تلاحق فلولها الذين فروا بعد احتلال مقارهم التي استخدمت كمراكز للاعتقال القسري وتعذيب المدنيين المخطوفين.
احتفالات النصر:
ونشرت الشبكات المحلية تسجيلات مصورة تظهر الهجوم على المقر الرئيسي لمليشيا فلحوط وسيطرتها في بلدة عتيل، على خلفية احتفالات شعبية بدأت في المنطقة معبرة عن فرح شعبي بالقضاء على تنظيم الأمن العسكري، مما أدى إلى إرهاب المدنيين خلال الأشهر القليلة الماضية، وخاصة اليومين الماضيين.
وكانت السويداء قد عانت خلال الأيام الثلاثة الماضية من جرائم جماعة راجي فلحوط التابعة للأمن العسكري جراء اختطاف نحو 9 مدنيين وعدد من الطلاب الذين مروا عبر الحواجز المنتشرة بين البلدات، ما دفع الأهالي إلى قطع طريق السويداء وكافة مداخل مدينة الشهباء واعتقال أربعة من ضباط ميليشيات الأسد (مخابرات وجيش) بينهم ضابطان برتبة مقدم، في محاولة لوقف الاعتقالات التعسفية والخطف وأطلقوا سراح جميع مختطفيهم.
ودعا ناشطون -أمس- إلى تظاهرات سلمية للتعبير عن الغضب الشعبي من أساليب المليشيا تجاه الأهالي ومحاولاتها الإضرار بالنسيج المدني.
ولوح النشطاء بلافتات تتهم إيران وميليشياتها بالوقوف وراء الجرائم والانتهاكات في المنطقة.
كما كُتبت عبارات معادية لإيران على اللافتات التي حملوها في التظاهرة: "لا للوجود الإيراني .. لا لحركة شاهار" ... "السويداء لنا وليست لإيران ..."
يذكر أن حي السويداء يعاني من فوضى أمنية تفاقمت بسبب الصراع بين الميليشيات المحلية التي تقاتل من أجل السيطرة -لا سيما المدعومة من الأسد والمليشيات الإيرانية- إضافة إلى أن المنطقة تشهد أعلى نسبة من عمليات الخطف والسطو المسلح وتهريب المخدرات، وهو ما يمثله حزب الله اللبناني.
وتعتبر مجموعة راجي فلحوط الذراع الأبرز لمخابرات الأسد العسكرية في المنطقة، وهم مجموعة من البلطجية الذين تم تجنيدهم في الميليشيا ومنحهم هويات أمنية، وتورط معظم عناصرها في قتل وخطف العشرات من المدنيين في مديرية السويداء خلال الأشهر الماضية.