زعمت مصادر مطلعة -اليوم (الجمعة)- أنه من المقرر أن تغادر سفينة حبوب أوكرانية ميناء أوديسا اليوم، للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، وقالوا لوكالة "سبوتنيك" الروسية "من المفترض أن تغادر سفينة الحبوب اليوم ما لم يحدث شيء غير متوقع".
في الوقت نفسه، أكد الرئيس زيلينسكي خلال زيارته لميناء تشورنومورسك أن أول سفينة حبوب من أوكرانيا "جاهزة وتنتظر مغادرة الميناء"، وقال مسؤولون إن 17 سفينة أخرى تم تحميلها بالفعل بحمولة 600 ألف طن.
وأوضح مسؤول المساعدات في الأمم المتحدة أنه لا يمكن استئناف الصادرات بأمان إلا بعد اكتمال الموافقة على الطريق عبر البحر الأسود، فيما لم تتضح بعد وجهة السفينة الأولى، لكن منسق المساعدات في الأمم المتحدة قال إن الصومال يمثل أولوية، فثماني مناطق في البلاد معرضة لخطر المجاعة.
وقال الرئيس زيلينسكي إنه من المهم بالنسبة لأوكرانيا ضمان الأمن الغذائي العالمي: "بينما يقوم شخص ما بإغلاق البحر الأسود ويودي بحياة دول أخرى، فإننا نمنحه فرصة للبقاء على قيد الحياة".
في وقت سابق من هذا الشهر، وقعت أوكرانيا وروسيا في اسطنبول اتفاقيتين منفصلتين مع تركيا والأمم المتحدة بشأن تصدير الحبوب والمنتجات الزراعية عبر البحر الأسود.
وأكد وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" أن "توقيع اتفاق صفقة الغذاء بين روسيا والأمم المتحدة يسلط الضوء على المحاولات المصطنعة التي قام بها الغرب لإلقاء اللوم على روسيا في مشاكل تصدير الحبوب إلى الأسواق العالمية".
وأكد مسؤول كبير في الأمم المتحدة أن ممثلين من روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة سيفحصون السفن القادمة إلى أوكرانيا للتأكد من خلوها من الأسلحة، كما تنص الاتفاقية على تصدير الحبوب والأغذية والأسمدة عبر البحر الأسود من ثلاثة موانئ.
وستسهل الأمم المتحدة تصدير المنتجات الغذائية والأسمدة الروسية التي تم تقييدها بسبب العقوبات الغربية، حيث قال جوتيريس في حفل التوقيع إن مثل هذه الصفقة بين البلدين في حالة حرب "غير مسبوقة" وإنها "ستجلب الإغاثة إلى البلدان على على شفا الإفلاس والأكثر ضعفاً على شفا المجاعة".
كما أشار إلى أن الاتفاقية "ستساعد على استقرار أسعار الغذاء العالمية، التي كانت بالفعل عند مستويات قياسية حتى قبل الحرب - وهو كابوس حقيقي للبلدان النامية".
وتمهد المبادرة الموقعة الطريق أمام كميات كبيرة من الصادرات الغذائية التجارية من ثلاثة موانئ أوكرانية رئيسية على البحر الأسود - أوديسا، تشيرنومورسك ويوجني.
وأشار غوتيريش إلى أن "تسليم مخزون الحبوب والأغذية إلى الأسواق العالمية سيساعد في سد فجوة الإمدادات الغذائية العالمية وتقليل الضغط على الأسعار المرتفعة"، وأن الاتفاقية سارية لمدة 120 يومًا ويمكن تمديدها تلقائيًا دون الحاجة إلى مزيد من المفاوضات.
وتعتقد الأمم المتحدة أن مدة الاتفاقية ستكون كافية لتسليم ما يقرب من 25 مليون طن من القمح والحبوب الأخرى التي توقفت في الموانئ الأوكرانية، وتحتل روسيا المرتبة الأولى في صادرات القمح على مستوى العالم، حيث تمثل 18٪ من إجمالي صادرات القمح العالمية بقيمة 7.9 مليار دولار، وتمثل أوكرانيا 7٪.
بمعنى آخر، تستحوذ الدولتان على حوالي ثلث إمدادات القمح في العالم، وتعتمد العديد من الدول النامية والفقيرة في أوروبا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط وأفريقيا إلى حد كبير على القمح الروسي والأوكراني.
أدى نقص صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية إلى تفاقم أزمة الغذاء العالمية، فقبل الحرب في أوكرانيا، كان معظم القمح الأوكراني والذرة وزيت عباد الشمس يمر عبر موانئ البحر الأسود، أما الآن، العديد من هذه الموانئ تحت السيطرة الروسية أو محاصرة من قبل المناجم الأوكرانية، في حين أن بنيتها التحتية متضررة.
منذ اليوم الأول من بداية الحرب، أغلقت أوكرانيا موانئها التي تحتوي على حوالي 20 مليون طن من الحبوب، عالقة الآن في صوامع أوكرانيا، وفقًا لرويترز.
وأدى هذا الإغلاق إلى انهيار سلاسل التوريد الأوكرانية، وبحلول منتصف العام، توقف ما لا يقل عن 20 مليون طن من الحبوب المنتجة في عام 2021 في البلاد، في نفس الوقت مع بداية حصاد القمح، وتم نقل بعض القمح والذرة والشعير براً إلى رومانيا وبولندا وموانئ بحر البلطيق.
وبلغ إجمالي صادرات الحبوب في يونيو 1.4 مليون طن فقط، مقارنة بنحو 5 ملايين طن شهريًا في السنوات السابقة، فيما تعثرت جهود زيادة حجم النقل بسبب نقص وقود الشاحنات وأزمة الطاقة في أوروبا.