يوني بن مناحيم
تراجع علاقات دحلان -حماس
ترجمة حضارات
مصادر في حماس تتحدث عن نهاية الرومانسية السياسية بين قيادة الحركة وبين محمد دحلان. تفضل حركة حماس في هذا الوقت العلاقة مع رئيس السلطة محمود عباس، الخصم السياسي المُرّ لمحمد دحلان وذلك لأجل محاربة خطة الضم الإسرائيلية في الضفة. العلاقات بين حركة حماس وحركة فتح تزداد تقارباً حيث وافقت كلتا الحركتين على إقامة مهرجان شعبي مشترك في الأيام القليلة القادمة في قطاع غزة ضد خطة الضم الإسرائيلية، في المهرجان سوف يكون هناك خطابات لكل من قائد حماس إسماعيل هنية ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مقابل هذا التقارب هناك تراجع في العلاقات بين القيادي في فتح الخصم المُرّ لمحمود عباس وبين قيادة حماس .
حسب تقارير لمصادر في حماس في قطاع غزة . انتهت الرومانسية السياسية بين القيادي في فتح محمد دحلان وبين قيادة حماس بعد استمرارها لثلاثة أعوام. يقولون في حماس أن محمد دحلان هو المسؤول عن الهجمة الإعلامية الأخيرة على الذراع العسكري للحركة بواسطة وكالة الأنباء " أمد " والقنوات الفضائية السعودية العربية والحدث الذين نشروا في الأسبوع الماضي معلومات تفيد بأن قائد وحدات الكوماندوز البحرية التابعة لحماس هرب إلى إسرائيل . وأنه كانت هناك إعتقالات لمتعاونين مع إسرائيل في قيادة الذراع العسكرية التابعة للحركة ، أنكرت حماس هذه المعلومات جملة وتفصيلاً .
أسباب نهاية الرومانسية السياسية لمحمد دحلان مع قيادة حماس كانت كالتالي :
* زيادة التدخل التركي والقطري فيما يحدث في قطاع غزة، يُعد محمد دحلان العدو المُر لحركة "الإخوان المسلمين" العالمية والتي تعُد القيادات السياسية لكل من تركيا وقطر تابعة لها .
* رفضت قيادة حماس أن تقدم لتيار دحلان والذي يُدعى " بالتيار الإصلاحي " لحركة فتح مكانة سياسية مثل سائر الفصائل في القطاع كما رفضت دمج ممثليين عنه في قيادة مشروع "مسيرات العودة".
ادّعت حماس أن قائد السلطة الفلسطينية محمود عباس والذي يقود بدوره أيضاً حركة فتح ، ادعى أن محمد دحلان مطرود من حركة فتح ولم يعد جزءاً منها . وحسب مصادر في حركة فتح فإن محمد دحلان غاضب ويشعر بالخذلان والخيانة والإستغلال ، لقد شَعر أن قيادة حماس اقتربت منه في ذلك الوقت من أجل أن تستفيد من المال الذي كان بحوزته ومن علاقاته الجيدة مع الرئيس المصري السيسي ، فقبل ثلاثة أعوام وقع محمد دحلان في القاهرة وبرعاية مصرية على مجموعة من التفاهمات للتعاون السياسي والاقتصادي بينه وبين يحيى السنوار قائد حماس في قطاع غزة. هذه التفاهمات لم تخرج في النهاية إلي حيز التنفيذ بسبب معارضة السلطة الفلسطينية لها وتجدد لقاءات المصالحة بينها وبين حركة حماس.
لقد فهمت حماس أن الحلف السياسي مع محمد دحلان الخصم المُر لمحمود عباس سوف يخدم مصالحها من أجل مناكفة رئيس السلطة الفلسطينية والاظهار للجمهور الفلسطيني بأنه من الممكن المصالحة مع حركة فتح ، وأن المانع من المصالحة الوطنية هو شخصية محمود عباس .أضف إلى ذلك فإن لمحمد دحلان علاقات قوية تمتد من فترة الطفولة والشباب مع يحيى السنوار ومحمد الضيف ،القائد العسكري الأعلى لحماس والذي بدوره ساعده في دفن الماضي والتقارب من جديد مع الحركة .
لقد أصبح دحلان رجل أعمال عالمي وصاحب رأس مال غني جداً، استطاع في السنوات الأخيرة ضخ أموال كثيرة لمشاريعه الخيرية في قطاع غزة بالتوافق مع حركة حماس، هذا الأمر أدى إلي تقوية علاقاته مع الحركة وتحسين مكانته الاجتماعية والسياسية بين المواطنين في قطاع غزة.
في الآونة الأخيرة أخبر دحلان بأنه ينوي المشاركة فى الانتخابات الفلسطينية البرلمانية والرئاسية . يحظى دحلان بشعبية كبيرة في قطاع غزة حيث أقام حلف سياسي مع قائد فتح مروان البرغوثي القابع في السجون الإسرائيلية والذي يمضي فترة اعتقال لا تقل عن خمسة مؤبدات .
يبدو الآن أن الرومانسية السياسية بين حماس ومحمد دحلان قد انتهت ، لكنها بالتأكيد يمكن أن تتجدد في اللحظة التي تخدم فيها مصالح الطرفين، هكذا تسير الأمور في الحلبة السياسية الفلسطينية ، التقارب الجديد بين فتح وحماس ينبع من معادلات تكتيكية لكلتا الحركتين لأجل مكافحة خطة الضم الإسرائيلية لكن قيادة فتح ترفض مصالحة كاملة مع حركة حماس .
نزول محمود عباس من الحلبة السياسية سوف يمهد الطريق أمام محمد دحلان للعودة رسمياً إلى حركة فتح والاندماج في قيادتها . لقد نجح دحلان في السنوات الأخيرة بإنشاء تجمعات قوة مسلحة في مخيمات اللجوء الفلسطينية في الضفة الغربية من أجل أن يستطيع العودة إلى ممارسة أعماله في مناطق الضفة دون خوف أو قلق من قيادات الحركة الموالين لعباس.