كشف رئيس برنامج الغذاء العالمي "ديفيد بيسلي" أن الولايات المتحدة تكثف جهودها لشراء حوالي 150 ألف طن من الحبوب من أوكرانيا -خلال الأسابيع المقبلة- لتقديمها كمساعدات لمغادرة الموانئ الأوكرانية التي لم تعد محاصرة بعد الحرب.
وقال بيسلي لوكالة أسوشيتيد برس إن الأهداف النهائية للحبوب لم يتم تأكيدها بعد، والمناقشات جارية.
خطر المجاعة
تتجاوز الشحنة المتوقعة ستة أضعاف كمية الحبوب التي تنقلها حاليًا السفينة الأولى التي ينظمها برنامج الغذاء العالمي من أوكرانيا إلى القرن الأفريقي، حيث يتعرض السكان فيها لخطر المجاعة.
في حديثه إلى الناس في شمال كينيا المنكوبة بالجفاف في القرن الأفريقي، قيل لبيزلي لمجموعة من النساء لوكالة أسوشيتيد برس أن آخر مرة رأين فيها هطول الأمطار كانت في عام 2019.
تواجه مناطق إفريقيا جفافاً مزمناً قد يدفع أجزاء من القارة السمراء -وخاصة الصومال المجاورة- إلى المجاعة.
وتقول الوكالة إن آلاف الأشخاص لقوا حتفهم حتى الآن، بينما كشف برنامج الغذاء العالمي أن 22 مليون شخص يعانون من الجوع في إفريقيا.
وقال بيزلي "أعتقد أن هناك احتمالا كبيراً بإعلان المجاعة في الأسابيع القليلة المقبلة".
"عاصفة بعد عاصفة"
ووصف بيسلي الوضع في القرن الأفريقي بأنه "عاصفة بعد عاصفة"، حيث تكافح المنطقة مع الجفاف وخطر المجاعة، مع الزيادات الكبيرة في أسعار الغذاء والوقود مدفوعة جزئيًا بالحرب في أوكرانيا.
ووفقا له، فإن "سفينة المساعدات الأولية" -في إشارة إلى شحنة الحبوب التي طال انتظارها من أوكرانيا- تحمل 23 ألف طن من الحبوب، وهو ما يكفي لإطعام 1.5 مليون شخص بحصص كاملة لمدة شهر.
ومن المتوقع أن ترسو السفينة في جيبوتي بين 26 و 27 أغسطس، وسيتم شحن القمح براً إلى شمال إثيوبيا، حيث يواجه ملايين الأشخاص في مناطق تيغراي وعفر وأمهرة ليس الجفاف فحسب، بل صراعًا مميتًا.
كانت أوكرانيا مصدر نصف الحبوب التي اشتراها برنامج الغذاء العالمي العام الماضي لإطعام 130 مليون شخص.
وقعت روسيا وأوكرانيا اتفاقيات مع الأمم المتحدة والحكومة التركية الشهر الماضي تسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية لأول مرة منذ الغزو الروسي في فبراير.
لكن بيزلي قال إن الافتتاح البطيء لموانئ أوكرانيا والحركة الحذرة لسفن الشحن عبر البحر الأسود لن يحلا على الفور أزمة الأمن الغذائي العالمية.
الصين .. يجب أن تساعد أيضاً ..
ودعا بيسلي الدول الغنية إلى بذل المزيد من الجهد للحفاظ على تجدد الحبوب والمساعدات الأخرى إلى المناطق الأكثر جوعًا في العالم.
وناشد دول الخليج مساعدة المنطقة ومضاعفة جهودها في هذا الصدد، مشيراً إلى أن الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، "يجب أن تساعد أيضا".
المواطن حسن محمود -من جهته- قال لبيسلي: "لا تنسونا"، ثم تابع، "حتى الجِمال اختفت ... حتى الحمير استسلمت".