السفير الامريكي فريدمان و ( بركة الكهنة )
بقلم ناصر ناصر
لم يلقى خبر أداء سفير الولايات المتحدة الامريكية في دولة الاحتلال ديفيد فريدمان الصلاة المسماة ( بركة الكهنة ) سويا مع الاف الصهاينة ، في أقدس مقدسات المسلمين و هو المسجد الاقصى المبارك ، الاهتمام اللازم و المطلوب من المتابعين للشأن العام إعلاميين كانوا أم سياسيين ، على الرغم مما يحمله ذلك الامر من معاني و دلائل عميقة ، و من أهمها : مدى الانسجام بل و الاندماج لدرجة عدم التفريق بين الامريكية الترامبية و الصهيونية الاستيطانية .
قد يلقي هذا الحدث ( فريدمان و بركة الكهنة ) الضوء على مدى تأثير و صعود التحالف السياسي بين اليمين الاستيطاني في اسرائيل ، و المسيحية الافنجيلية Evangelical Christianity) ) ، و التي تدعم مشروع الاستيطان في الضفة الغربية و القدس المحتلة و تعارض أي محاولة لإنهاء الاحتلال ، بل و تسعى لتخليده ، وهي الجهة التي تدعم ترامب بلا حدود و يسعى الاخير لإرضائها ، كما ظهر في إعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال .
من حق الامريكان ان يعينوا سفيرا لبلادهم من أي ديانة كانت ، فليس الاعتراض هنا على دين السفير ، إنما على مواقفه السياسية المتطرفة و المنحازة تماما لموقف التيار الاكثر تشددا في الحكومة الاسرائيلية ، و تحديدا من ( البيت اليهودي ) ، كما ان قيام هذا السفير بالصلاة الاستفزازية في أقدس مقدسات المسلمين ( حائط البراق ) يشير الى أي مدى وصل استخفاف و استهتار إدارة ترامب و طاقمها في الشرق الاوسط بمشاعر المسلمين .
من اللافت ان يجتمع في هذا الحدث الديني مع السياسي مع الكولونيالي ليعبر عن نوع من الشراكة المتزايدة بين اليمين الاسرائيلي و اليمين الامريكي ، على أرضية أيدلوجية دينية سياسية مشتركة تسعى الى صياغة العلاقة الاسرائيلية الامريكية بما يضمن تمرير أفكار و مواقف اليمين المتطرف .
لم يكن للامر ان يمر بهذه السهولة لولا التحالف الوثيق بين المجموعة الصهيونية في إدارة ترامب – كوشنير – غرينبلات – فريدمان ، وبين بعض قادة أهم الدول العربية ، و الاهم من ذلك لولا الحالة المزرية التي يمر بها الوضع الفلسطيني بقيادة الرئيس ابو مازن ، فلا تقبل الله من فريدمان ، و لا تباركت أفعاله .