غزة في نيويورك
بقلم ناصر ناصر
لقد فرضت المقاومة الباسلة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، و التي مرت باحد أهم قممها في الجمعة السابعة و العشرين – جمعة انتفاضة الاقصى – قضية حصار غزة على أجندة العالم كما ظهر ذلك في اجتماعات الدول المانحة ، و اجتماع الرئيس السيسي مع نتنياهو في الامم المتحدة في نيويورك .
انتفضت غزة و سالت دماء شهدائها ، فتوترت اسرائيل و قدرت اقتراب المواجهة العسكرية ، فتداعى العالم لحل المشكلة : فمن التقرير الذي أعده ميلادينوف لاجتماع المانحين في نيويورك و مرورا بتقرير العقيد الاسرائيلي شارون بيتون رئيس القسم المدني في مكتب منسق أعمال المناطق الى تقرير البنك الدولي ، و قبل ذلك و بعده تحذيرات الجيش المتواصلة كالمطر من تصعيد لا يمكن منعه في غزة ، و أخيرا ما كشفته القناة 11 للتلفزيون الاسرائيلي من مطالبة نتنياهو الرئيس السيسي في اجتماعهما الاخير في نيويورك بضرورة و حتمية الضغط على الرئيس محمود عباس من أجل رفع العقوبات التي فرضها على قطاع غزة ، و التي أدت ووفق نتنياهو الى تفاقم الاوضاع و رفع احتماليات المواجهة العسكرية مع غزة .
قد تكون هذه التحركات المكثفة هي السبب وراء مانشرته صحيفة هآرتس من اتفاق على تقديم رزمة مساعدات عاجلة و طارئة لقطاع الماء و الكهرباء في غزة ، و اللافت في هذا الاتفاق انه تم بموافقة السلطة الفلسطينية ، و التي هدد رئيسها قبل يوم واحد فقط بفرض المزيد من العقوبات حتى يتمكن من( السيطرة )الكاملة على قطاع غزة ، لم تنتهي بل قد تكون لم تبدأ بعد مسيرة الاقليم في رفع العقوبات عن غزة ، على الرغم من الاعلان عن الاتفاق الاولي في نيويورك ، فما زالت احتمالات التلاعب و المناورة عالية جدا ، فالهدف الرئيس لدى اللاعبين في المنطقة هو احتواء انتفاضة الشعب الفلسطيني على حدود غزة ، و حماية أمن دولة الاحتلال ، و ليس التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني في القطاع ، و مع ذلك فإن الضامن الوحيد لتحقيق أبسط حقوق الشعب بكسر الحصار عن غزة هو استمرار إبداعات الفلسطينيين في مسيرات العودة .