اضراب " وطني "
بقلم ناصر ناصر
استجاب الشعب الفلسطيني في كل اماكن تواجده في الضفة والقدس وغزة والشتات والداخل لدعوة لجنة المتابعة العليا للفلسطينين داخل الخط الاخضر للاضراب التجاري والعام بمناسبة ذكرى شهداء هبة اكتوبر لفلسطيني 48 التي تزامنت مع هبة الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة مما اصبح يسمى ويعرف بانتفاضة الاقصى احتجاجا على قيام ارئيل شارون بانتهاك حرمة المسجد الاقصى , ليكون ذلك اول اضراب وطني وعام يشمل كل اجزاء الشعب الفلسطيني منذ عام 1936.
الشعب الفلسطيني حي يرزق , تجمعه ذكرى الشهداء ورفضه صفقة ترامب وممارسات اسرائيل العنصرية وهو موحد في اماله والامه وتطلعاته على الرغم من الانقسام الجغرافي القصري الذي فرضه الاحتلال الصهيوني لفلسطين وما يرافق ذلك بطبيعة الحال من ظهور لمشاكل وهموم خاصة لكل جزء من اجزاء الوطن : فغزة تعاني من الاحتلال والحصار والقدس تعاني التهويد والضفة من الاستيطان والاعتقال والاستباحة الكاملة وفلسطينيو 48 يعانون العنصرية والتمييز كما برز ذلك في قانون العودة القديم وقانون القومية الجديد.
ان قيام الوطن باكمله بخطوة نضالية راقية على شكل اضراب تجاري شامل وهي خطوة رمزية ودليل واضح على ان المقاومة والنضال بكافة الاشكال هو من يوحد الشعب الفلسطيني بأكمله بعدما فرقته وما تزال اساليب التفاوض العبثي وما يرافقها من تنسيق وشراكة امنية بلا حدود ما بين اجهزة السلطة وقوات الاحتلال .
لم يكن استهداف الاضراب لقانون القومية العنصري تجزيئا او تقسيما او تهجيما للرفض المبدئي والاصيل لاحتلال اسرائيل لفلسطين وانما عنوانا لرفض الشعب الفلسطيني بأكمله للعنصرية الذي يمثلها هذا القانون والتي تعد أهم وأبرز صفات وطباع دولة اسرائيل والتي تتناقض جوهريا مع مزاعمها بالديموقراطية واحترام حقوق الانسان والأقليات كما المنظور الغربي في نفي واضح لمزاعم نتنياهو في خطابه الاخير امام الامم المتحدة .
لقد تعرض فلسطينيو الداخل على وجه الخصوص لحملة اسرائيلية شعواء مفادها ( مالكم ومال فلسطينيو الضفة والقطاع ؟ , مالكم ومال صفقة ترامب؟), ركزو على مشاكلكم الخاصة . وهذا هو جوهر ما تريده اسرائيل من فلسطينيي الداخل ومن بقية الفلسطينين وهو تحويل الانقسام الجغرافي لانقسام سياسي وعاطفي وشعوري , وهذا ما لا يمكن ان يقبل به فلسطيني حر من كل مكان في العالم .