قابوس و التطبيع العلني
بقلم ناصر ناصر
ان اخطر ما يعنيه الاعلان الرسمي عبر كل وسائل الاعلام المحلية و الدولية عن قيام رئيس الوزراء الاسرائيلي و زوجته سارة نتنياهو ، و معهم رئيس الموساد يوسي كوهين و مستشار الامن القومي مائير بن شابات بزيارة لسلطنة عمان بعد دعوة رسمية من السلطان قابوس ، و إجراء لقاءات معمقة و مطولة في مسارات أمنية و سياسية تضمنت على ما يبدو موضوع عملية السلام و موضوع ايران ، ان أخطر ما في الامر هو تحول التطبيع المحرم في عقول و قلوب كل الشعوب العربية و الاسلامية من السرية المرفوضة أصلا الى العلنية و المجاهرة المقيتة ، و التي قد تصل الى حد الاجرامية .
من اللافت للنظر ان هذه الزيارة العلنية المستفزة لمشاعر جميع العرب و المسلمين ، جاءت مباشرة بعد أيام قليلة من زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لسلطنة عمان ، و ثنائه الكبير عليها و على مليكها قابوس مما يحمله جزءا من المسؤولية و يوقعه في الكثير من الحرج ، و يظهره في الرأي العام حتى و إن لم يكن كذلك كمن أعطى الشرعية لهذا التطبيع العلني العماني غير المسبوق و المرفوض وطنيا و قوميا و إسلاميا .
هل يمكن لهذه اللقاءات ان تحقق شيئا من مصالح العرب و المسلمين أم انها لمصالح ضيقة و خاصة ؟ هل يمكن لها ان تدفع باتجاه حقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة ؟ أم أنها و بالتأكيد مجرد إنجاز كبير و آخر و هدية عربية مجانية أخرى لسياسات حكومة اليمين في اسرائيل و الرافضة لكل أنواع الفلسطينيين : غزاويين كانوا أو ضفاويين ، حمساويون هم أو فتحاويون . ماذا يمكن للفلسطيني ان يفعل إزاء هذا التحول الخطير ، و في هذا الواقع العربي المرير ؟ أن يفعل ما يتقنه و ما يستطيعه وهو الرفض و المقاومة و التظاهر و الاستنكار ، و ذلك أضعف الايمان .