إعداد ناصر ناصر
5-10-2022
حول الاتفاق المتبلور على الحدود بين "إسرائيل" ولبنان
1- الجنرال عاموس جلعاد في يديعوت أحرونوت:
إعلان رئيس الوزراء السابق نتنياهو أنه لن يحترم؛ بل قد يخرق الاتفاق المتراكم بين "إسرائيل" ولبنان برعاية أمريكية، في قضية حقول الغاز قد يؤدي للمساس بأمن دولة "إسرائيل".
الجنرال جلعاد: "إسرائيل" تستطيع أن تواصل تطورها كدولة إقليمية عظمى في موضوع الغاز، وفي ظل الأزمة الدولية، فالحديث يدور عن كنز حقيقي للأمن القومي.
عاموس جلعاد: الغاز الذي سيتم استخراجه في لبنان بواسطة شركات أجنبية سيؤدي لتوازن مصالح متبادلة وقد يعيق على الأقل المواجهة المحتومة لحزب الله، كما أنه سيمنح لبنان قوة اقتصادية تمنعها من الانهيار.
عاموس جلعاد: "إسرائيل" لم تتنازل في الاتفاق عن سيادتها كما أنها حافظت على حرية عملها الأمني بالدفاع عن المجال البحري لها، إضافة إلى بقية المجالات. الاتفاق يمنع مواجهة لا لزوم لها مع أمريكا، كما أنه يمنح أمريكا نقاط في الساحة الدولية والعربية ويُمكِّن "إسرائيل" من التركيز على بناء قوتها أمام التهديد الاستراتيجي لإيران وحزب الله.
2- رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست سابقًا- يديعوت أحرونوت:
التردد والرفض الإسرائيلي سمح لحزب الله عدونا اللدود في الشمال أن ينسب لنفسه جزءًا من الإنجاز، وأن يعرض نفسه كالجسم اللبناني الوحيد المستعد للمخاطرة من أجل لبنان.
حزب الله الذي تراجعت شعبيته في الانتخابات الأخيرة، يستطيع أن يزعم أن قوته ساعدت لبنان في تحقيق إنجاز الاتفاق الحدودي، وأن يجدد شرعيته السياسية كحامي حمى لبنان.
ما هو الثمن الذي قد تدفعه "إسرائيل" من الانسحاب من الاتفاق البحري مع لبنان؟
3- المحلل الاستراتيجي عاموس هرائيل- هآرتس:
لا شك أن الاتفاق مع لبنان قد تضمن تنازلات إسرائيلية، ولكنه يحمل احتمالات عالية للهدوء، وإذا قررت "إسرائيل" عدم التوقيع على الاتفاق؛ فإن احتمالات المواجهة مع حزب الله سترتفع بصورة حادة.
إيجابيات الاتفاق
هآرتس: يمكن للاتفاق المحتمل بين لبنان وإسرائيل لتحديد الحدود البحرية بينهما أن يحقق إمكانات استراتيجية في المدى البعيد، وقد يكون هذا هو المبرر الرئيس للتوقيع عليه بالنسبة لإسرائيل.
التنقيب عن الغاز سيكون تشجيعًا ومحفزًا لحزب الله والحكومة اللبنانية للحفاظ على الهدوء الأمني على أمل الحصول على عوائد اقتصادية معينة.
هآرتس: المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تتقدم للمستشارة القضائية للحكومة وثيقة تتضمن الفوائد المتوقعة التي ستجنيها "إسرائيل" من توقيع الاتفاق، ولا يبدو أن الاتفاق يتضمن تنازلات عن مناطق سيادية إسرائيلية، فلا يوجد لأي دولة في العالم أصلًا سيادة في المناطق الاقتصادية التابعة لها.
سلبيات وعقبات
هآرتس: توجد إشكالية، هي أن الاتفاق يتم في فترة حكومة انتقالية، حيث أن صلاحيتها للتوقيع على مثل هذا الاتفاق هي قضية خلافية قضائيًا وموضوعيًا ومبدئيًا، كما أن فرضية أن يقوم ممثلو المعارضة والحكومة بإجراء حوار جدي وبنّاء حول هذه المسألة قبيل الانتخابات هي فرضية غير واقعية.
هآرتس: قد يتطلب إقرار الاتفاق ضرورة عرضه على الحكومة الموسعة للموافقة، وليس فقط على الكابينت.
هآرتس: الاتفاق يضمن فعلًا تنازلات إسرائيلية، لقد طلبت "إسرائيل" بدايةً اعتماد خط واحد كمؤشر للحدود وهو أقصى شمالًا لمصلحتها، أمّا اللبنانيون فطالبوا بالخط رقم 23 جنوبًا والأمريكان اقترحوا حلًا وسطًا بين الخطين وبشكل متساوي فرفض لبنان، ثم شددّ اللبنانيون مطالبهم فطلبوا خط 29 وهو أكثر باتجاه الجنوب لمصلحتهم فيما يبدو (كماعز مفاوضات) يسمح لهم بالحصول على حل وسط وهو خط 23.
ناصر ناصر: لم يكن لبنان ليستخدم تكتيك (الأقوياء) لزيادة مطالبه للخط 29 كي ينال ما يريد وهو خط 23 وكي يهمل المطلب الإسرائيلي تمامًا باعتماد خط واحد ويرفض الحل الوسط الأمريكي الأول؛ لولا أن لدى لبنان مقاومة ذات مصداقية، وتعمل من أجل مصالح لبنان أولًا، إضافة لحكومة تتعاون وتستثمر هذه المقاومة ولا تسعى لإحباطها أو التنسيق مع "إسرائيل" لإضعافها كما يفعل الرئيس أبو مازن في فلسطين، كما أن الأوضاع الدولية كأزمة أوكرانيا وحاجة أوروبا إلى الغاز أسهمت في بلورة موقف أمريكي راغب وداعم للحل.
مسألة السيادة الإسرائيلية: ما علاقة نتنياهو والاتفاق بالإخوان المسلمين!؟
هآرتس: انتقادات نتنياهو للاتفاق سخيفة وغير جدية، وتنبؤاته الاقتصادية السوداء حول تداعيات الاتفاق مع لبنان تشبه في مصداقيتها ودقتها مزاعمه حول عشرات المليارات التي منحتها حكومة لابيد للإخوان المسلمين.
أين منعة جنين وخطورة نابلس؟
4- هآرتس:
عمليات إطلاق النار في جنين ونابلس تتزايد بوتيرة يومية، وليس فقط تجاه قوات الجيش التي تقتحم المناطق الفلسطينية؛ بل تبادر بالإطلاق تجاه السيارات الإسرائيلية (المستوطنين) على الطرقات.
هآرتس: الأجهزة الأمنية ترى مدينة نابلس أشد خطرًا من جنين لأنها محاطة بالمستوطنات والطرق التي يستخدمها الإسرائيليون، ومن الصعب وقف العمليات فيها دون فرض حصار على المدينة بالكامل، كما أن الكثير من المستوطنين لم يجربوا أيام العمليات الصعبة في الانتفاضة الثانية.
ناصر ناصر: جنين ونابلس، تشكلان نموذجان للمقاومة، الأول يعتبره الاحتلال أكثر منعة وتحصنًا، فلا يدخله إلا ويتلقى مقاومة عنيفة، أما الثاني فيتعامل معه على أنه الأخطر؛ لوجود أعداد كبيرة من المستوطنين في المحيط، ما يؤدي إلى إصابات مستمرة وسيطرة على الأجندة العامة والمس بشعور الأمن العام، الأمر الذي يضغط باتجاه تعزيز معضلة الاحتلال وهي كالتالي: إما المزيد من الاقتحامات، ما يعني المزيد من التصعيد وضعف السلطة، أو التراجع والاعتماد على السلطة، ما يعني مسالك أخرى لا تقل خطورة من التصعيد.
ينبغي الإشارة أن معضلة الاحتلال ناتجة عن تفكيره الأمني الضيق وتجنبه التفكير السياسي الواسع.