اعداد ناصر ناصر
26-10-2022
لماذا تركز "إسرائيل" على عرين الأسود؟
1) عاموس هارائيل في هآرتس:
يوجد سبب رمزي لتركيز "إسرائيل" على عرين الأسود رغم هيكليتها التنظيمية الضعيفة، وعدم انتمائها لأي تنظيم فلسطيني معروف؛ وذلك بالرغم من أن نشطاء عرين الأسود يتلقون الدعم من كافة الفصائل الفلسطينية.
السبب هو: أن عرين الأسود نجحت في إشعال خيال الجيل الفلسطيني الشاب في الضفة الغربية.
عاموس هارئيل في هآرتس: إن عرين الأسود هي فكرة أكثر منها مبنى تنظيمي؛ لذا فمن الصعب وقف انتشاره، كما أن مشاركة الآلاف في جنازة القتلى/ الشهداء تدل على أنها ظاهرة جوهرية، وشعبية عرين الأسود تتزايد، وليس من السهل القضاء عليها، كما أن الحملة ضدهم في نابلس لها علاقة بالانتخابات في الكنيست القريبة.
ناصر ناصر: يبدو بأن تقديرات هارئيل لم تقصد الرد على قرار الجيش بتصفية عرين الأسود من خلال الاقتحامات الليلية، واستخدام القوة المفرطة في نابلس، ولعل قادة الأمن والجيش المستكبرين في العادة يدركون كلام هارئيل الحكيم هذه المرة، فعرين الأسود هي فكرة لن تهزم، فهي تعني فكرة مقاومة الاحتلال الغاشم، ورفض التعاون والتنسيق الأمني معه، وعدم إمكانية التعايش مع الاستعمار والاحتلال، ومن جهة أخرى فمن المحتمل أن قادة الجيش يفهمون ولكنهم يتعاونون مع المستوى السياسي ويسمحون له بحصد المزيد من المقاعد والأصوات بانتخابات الكنيست على حساب الدم الفلسطيني النازف.
2) يديعوت أحرنوت ايتمار أيخنر:
التقديرات في "إسرائيل" تقول بأن يارون بلوم منسق الأسرى والمفقودين اعتزل وظيفته؛ بسبب المراوحة في المكان في عملية الاتصالات مع حماس، إضافةً إلى التوتر الكبير بينه وبين عائلة الجندي الإسرائيلي هدار جولدن، والتي قامت بتقديم شكوى خاصة ضده لمراقب الدولة تحت مبرر (ليس له مصلحةً لإعادة الأبناء، يارون بلوم يقول أنا أشعر بأنني قد استنفدت وظيفتي بعد خمسة سنوات وأضاف قائلاً -وفقاً ليديعوت أحرنوت- أسهمت، ويجب المعرفة متى التوقف).
ايخنر:بلوم ينهي وظيفته في نهاية هذا الشهر، بعد خمسة سنوات من العمل في هذا المجال.
رئيس الوزراء لابيد عين سكرتيره العسكري الجنرال آفي جيل بدلاً عنه.
ماذا يمكن أن يعني ذلك بالنسبة لصفقة تبادل الأسرى؟
ناصر ناصر:أقول إن خبر يديعوت أحرنوت -السالف الذكر- لا يعطي معلومات كافية تسمح بتحليل على درجة معقولة من الدقة، ورغم ذلك يمكن القول: أولاً: إن بلوم وبالتأكيد كان عقبةً في وجه عقد أي صفقةً معقولةً؛ حيث كانت مواقفه معروفة ومتصلبة ضد الصفقات، وقد صرح سابقاً بضرورة تطبيق توصيات لجنة شمغار؛ لذا فاستقالته مباركة على كل الأحوال.
ثانيا: إن اعتزال بلوم لوظيفته قبل أسبوع من نهاية عقده رسمياً في 31/10/2022، ومن ثم التعيين السريع لبديله من قبل رئيس الوزراء لابيد، قد توحي بعدم رضى الأخير عن أداءه بالأشهر الأخيرة على الأقل، حيث كان لابيد قد طالب المختصين بتقديم مقترحات جديدة له، ويبدو بأن بلوم لم ينجح أو أنه لا يريد أن ينجح في ذلك.
ثالثاً: إن تعيين ضابط كبير في الجيش وهو الجنرال آفي جيل في هذا المنصب -على الأرجح- هو مؤشر جيد؛ فالجنرالات عموماً يؤيدون الصفقات، ويبدو بأن لابيد في هذا الاتجاه أيضاً، وهذا ما تدركه المقاومة الفلسطينية على الأرجح.
رابعاً: احتمالات تقدم الصفقة هي احتمالات مجهولة حتى اللحظة، وتخضع للغموض المفيد على الارجح للزعامة السياسية في إسرائيل، وهذا ما أكدّه حتى العقيد موشي تال ممثل رئيس الأركان المستقيل من طرف بلوم قبل حوالي السنة.