اعتبرت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، في استراتيجيتها الشاملة الصادرة الخميس، أن الغزو الروسي لأوكرانيا يسلط الضوء على "تهديدات خطيرة" تشكلها موسكو، لكنها أكدت أن الصين تمثل التحدي "الأساسي" للولايات المتحدة.
كما أوضح البنتاغون -وسط حديث روسي عن احتمال استخدام السلاح النووي في حرب أوكرانيا- أن الغرض من الترسانة النووية للولايات المتحدة هو "ردع أي هجوم استراتيجي"، بما في ذلك الهجمات بواسطة أسلحة تقليدية.
وجاء في وثيقة استراتيجية الدفاع الوطني، أن الصين "تمثل التحدي الأساسي والأكثر منهجية، في حين أن روسيا تشكل تهديدات خطيرة للمصالح القومية الحيوية للولايات المتحدة في الخارج وفي الوطن".
وأضافت أن "التحدي الأكثر شمولا وخطورة للأمن القومي الأمريكي هو المساعي (الصينية) القسرية والمتزايدة العدوانية لإعادة تشكيل منطقة المحيطين الهندي والهادئ والنظام الدولي، لتناسب مصالحها وخياراتها التسلطيّة".
وتسلط الوثيقة الضوء على الخطاب الصيني حول تايوان، التي تعهدت بكين السيطرة عليها بالقوة إذا لزم الأمر، باعتباره عامل زعزعة للاستقرار يؤدي إلى حصول تقديرات خاطئة، ويهدد السلام في المنطقة.
واعتبرت الإستراتيجية أن التهديد الذي تشكله موسكو "ظهر مؤخرا من خلال الغزو الروسي الإضافي غير المبرر لأوكرانيا".
وتابعت: "ستدعم وزارة (الدفاع) الردع القوي للعدوان الروسي ضد المصالح القومية الحيوية للولايات المتحدة، بما في ذلك ضد حلفائنا في المعاهدة" المؤسسة لحلف شمال الأطلسي.
على صعيد متصل، أكد البيت الأبيض أن الولايات المتحدة سترد بطريقة "مناسبة" على أي هجوم روسي ضد أقمار اصطناعية تجارية أمريكية، مشيرا إلى أنها "ستحمل روسيا مسؤولية أي هجوم من هذا القبيل في حال حدوثه".
جاء ذلك ردا على تصريحات المسؤول بوزارة الخارجية الروسية كونستانتين فورونتسوف في الأمم المتحدة، الأربعاء، بأن استخدام الأقمار الاصطناعية التجارية "في الفضاء الخارجي لأغراض عسكرية" من قبل الدول الغربية يمثل "نزوعا خطيرا للغاية".
وأضاف فورونتسوف أن "تلك الدول لا تدرك أن مثل هذه الأعمال تشكل في الواقع مشاركة غير مباشرة في نزاعات عسكرية"، مردفا بأن "البنية التحتية شبه المدنية قد تصبح هدفاً مشروعاً للرد".
توتر متصاعد
وفي تقرير محدث عن الوضع النووي للولايات المتحدة صدر بالتوازي مع استراتيجية الدفاع الوطني، أكد البنتاغون أن هدف ترسانته النووية هو ردع الهجمات النووية وغير النووية الأجنبية التي لها تداعيات استراتيجية.
وقال مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأمريكية للصحفيين: "يشمل ذلك استخدام السلاح النووي، مهما كانت قوته، كما يشمل الهجمات الاستراتيجية الكبيرة جداً باستخدام وسائل غير نووية".
تحتوي الوثيقة أيضًا على تحذير صارم لزعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، من استخدام ترسانة بلاده النووية المتنامية.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن "أي هجوم نووي من جانب كوريا الشمالية ضد الولايات المتحدة أو حلفائها وشركائها سيكون مرفوضا، وسيؤدي إلى نهاية هذا النظام. ليس هناك أي سيناريو يستطيع نظام كيم أن يستخدم فيه أسلحة نووية ويبقى".
وكان كيم قد أعلن أن وضع بلاده كقوة نووية "لا رجعة فيه"، ما وضع عمليا حدا للمفاوضات بشأن برامج تسلحها.
وصدرت التقريران في وقت ترسل الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي أسلحة إلى أوكرانيا؛ لمساعدتها في دحر القوات الروسية منذ بدء الغزو في شباط/فبراير.
كما يأتيان في ظل توتر متصاعد على خلفية رغبة الصين المعلنة بضم تايوان بالقوة إذا لزم الأمر، مع استمرار الولايات المتحدة في توفير الأسلحة وتقديم الدعم السياسي للجزيرة.