بقلم:
ناصر ناصر
30-1-2023
سجّل القسام انتصارًا استخباراتيًا وتكنولوجيًا ونقاطًا متعددة في حربه على الوعي ضد الاحتلال الذي يتباهى بقدراته في هذا المجال أمام العالم، وذلك بعد أن اعترف ولكن بعد محاولة إخفاء وتضليل حول نجاح القسام في السيطرة تكنولوجيا على حوامة معادية، يأتي ذلك في سياق النجاح الفلسطيني الذي قاده الشهيد خيري علقم والأسير الجريح الطفل محمد عليوات، والذي اعتبره اليمين في إسرائيل "مسحًا للكرامة الوطنية الصهيونية في الأرض"، ومن هنا قد نفهم لماذا يحاول قادة الاحتلال إبعاد الأنظار عن عجزهم في مواجهة الفلسطيني المظلوم والشجاع بضربهم قلب أصفهان بالتعاون مع الأمريكان الذين فضلوا ان يختبؤوا خلف الموساد وينكروا مسؤوليتهم؛ بسبب قدرة الإيرانيين على إيذائهم اكثر من إيذاء "إسرائيل".
وعلى الأرجح سيحاول الإسرائيلي رد اعتباره المهدور بعد عمليات القدس بالمزيد من الاجرام الخبيث الذي يسجل انتصارات وهمية لهم في الذاكرة والوعي دون ان يتحملوا المسؤولية المباشرة عن ذلك مثل: اغتيالات محكمة أو اختراقات ونحو ذلك.
وفي كل حال فأعان الله الفلسطيني المقاوم في معركته على النفس والبيت والكرامة والمقدسات، مع عدو لا يعرف حدود القوة والأخلاق.
هذا ما يمكن استنتاجه من الاحداث التي وقعت في الساعات الأخيرة حيث اعترف الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي بسقوط حوامة مسيّرة في أراضي غزة، وذلك بعد أن أصدر القسام -وليس قبل ذلك- بلاغًا عسكريًا يعلن فيه تمكن مهندسو القسام من السيطرة على حوامة مسيرة فجر الجمعة وتفكيك شيفرتها والحصول على معلومات مهمة وحساسة.
لماذا الإخفاء ثم الاعتراف؟!
هل هو لعدم صب نار هزيمة أخرى بعد الهزيمة أمام علقم وعليوات؟
ثم لماذا ضربات أصفهان المزعومة؟
هل هي لرفع الكرامة الوطنية الإسرائيلية التي تحدث عنها بعض كبار ضباط الجيش قبيل جلسة الكابينت أمس في سياق خشيتهم من استخدامها كمبرر من قبل وزراء اليمين سموتريتش وبن غفير لرفع سقف العقوبات الجماعية ضد الفلسطينيين؟.