إن احتمالية تطور التصعيد الأمني الحالي وعلى كل الجبهات ضد دولة الاحتلال إلى حرب واسعة هي احتمالية محدودة جداً؛ لسببٍ مركزي واحد ورئيس وهو أن مصلحة دولة الاحتلال هي استيعاب التصعيد الحالي والخروج منه بأقل الخسائر الممكنة، فالتوقيت للاحتلال غير مناسب، حيث رمضان والأزمة الداخلية الحادّة داخل الكيان وعدم استعداد الجيش وتحديدًا الجبهة الداخلية -حتى قبل الأزمة- لمواجهة واسعة على كافة الجبهات، فإسرائيل تعمل حاليًا على فصل وتقسيم الجبهات قدر الإمكان بالاستعانة بأمريكا وبعض دول الإقليم.
إن التصعيد الحالي أظهر مدى ضعف دولة الاحتلال، ومن كشفها هذه المرة هو غباء وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير واعتداءاته وتحرشه بالمصلين في المسجد الأقصى، وعلى الأرجح فسيستمر التصعيد الأمني وتحديدًا على جبهة الضفة الغربية المشتعلة أصلًا منذ مدة تزيد عن العام، والسؤال المفتوح هل ستكتفي الجبهة الشمالية بهذا التصعيد، أم ستحوله إلى روتين من الرشقات المتفرقة وأكثر من ذلك؟
تقديراتي بأن الأطراف ستكتفي بهذه الجولة، والتي كانت لصالح المقاومة بوضوح، وستعدّ العدة لجولة أخرى قريبة قادمة، أما بالنسبة لجبهة غزة فستسعى كافة الأطراف للتهدئة فيها، وإن حدث تجاوز فقد ترد عليه إسرائيل مستغلة الأوضاع في تلك اللحظة. هل ستغتال إسرائيل قيادات فلسطينية؟
المرشح الأوفر حظًا هو الشيخ صالح العاروري؛ نظرًا لتقارير الاستخبارات وتقارير الإعلامية حول مسؤوليته عن الإطلاق من لبنان، والأمر يتعلق بتقديرات الإسرائيليين، وأتوقع أن الأمر لن يكون حاليًا، مع فرضية عمل دائمة وواجبة لاحتمالية الغدر .
أخيرًا من المعقول القول أن إسرائيل تستخدم بعض التصريحات بنيتها التصعيد من أجل التغطية على فشلها وليس من أجل التوجه لحرب واسعة على الأرجح.