بقلم:
معمر شحروري.
قبل أيام قليلة احتفلت دولة العدو الصهيوني بذكرى ما يسمى بـ"شهداء إسرائيل"، إلا أنهم لم يتطرقوا في تلك الاحتفالات لمصير جنودهم المحتجزين في قطاع غزة المقاوم منذ أكثر من تسعة أعوام سواء أحياء أم أموات، واحترموا مشاعر عوائل الجنود واحترموا عقول الجمهور الإسرائيلي الذي يعلم جيدًا أن دولتهم لم تقدم كما هو مطلوب؛ لإعادة جنودها المجهول مصيرهم، والمأسورين بيد المقاومة الفلسطينية الباسلة، فقد اختارت القيادة السياسية والمؤسسة العسكرية الصهيونية أن تلتزم الصمت، فالصمت أبلغ من أي كلام.على عكس قيادات الشعب الفلسطيني والذين يصرحون صباح مساء وبمناسبة ومن غير مناسبة أن حرية الأسرى أصبحت أقرب من أي وقت قد مضى، وأن حرية الأسرى على سلم أولويات القيادة، وأن الأسرى سيندهشون من طرق تحريرهم.
يا سادة نحن بالفعل مندهشون من هذه الثورة التي تركت أبنائها عقودا تجاوز لدى البعض أربعين عاما داخل الأسر ينظفون دما دون أن يضمد لهم أحدا جراحهم النازفة.
الأسرى مندهشون أن أصبح الأسير حلما واحدا أن يكون له قبرًا قرب أحبته يدفن فيه، لا أن يكمل حكم المؤبد في قسم الثلاجات كأبو حميد وأبو وعر وبارود، الأسرى مندهشون من ترك وليد دقة يصارع الموت بجسده الضعيف فينتصر على الموت تارة وينتصر الموت عليه تارة أخرى.مندهشون من تلك التصريحات التي تقتلنا كلما سمعناها، ولا تراعي مشاعر أهالينا.
يا قادة الشعب الفلسطيني الكرام من كل التنظيمات نستحلفكم بالله أن لا تجعلوا تصريحاتكم بحق الأسرى وحريتهم مزادًا علنيًا، فالأسرى لا حاجة لهم بتلك التصريحات الرنانة والتي سئمناها.
الأسرى بحاجة لتنفيذ الوعود التي قطعت لهم من كل التنظيمات، ولا حاجة لهم بتلك التصريحات.
إن معنويات الأسرى عالية وواثقون بفرج الله وأنه آت لا محالة وان هناك جنود أوفياء أتقياء أنقياء يواصلون عمل الليل بالنهار لأجل حريتهم، والأسرى واثقون أن حريتهم لن تكون إلا من خلال المقاومة الباسلة.