بقلم الأسير/ أحمد سعادة
إن الذي يرافق ويعايش أحد الشهداء والمجاهدين، ينظر إلى سلوكه وتصرفاته وحركاته وسكناته، يشعر كيف باع نفسه رخيصة في سبيل الله وفي سبيل تحرير وطنه المسلوب فلسطين.... وأقصاه الجريح...
والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه: إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم.. " وأنت تعايش وتخالط هؤلاء المجاهدين قبل استشهادهم، تشعر أن هذه النفوس ليست نفوساً عادية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهم أُناس قد آمنو بربهم حق الإيمان، أيقنوا بعدالة قضيتهم فلسطين والقدس والأقصى، فتخلوا عن كل شيء راضين مطمئنين، يمشون على الأرض هوناً وهمهم تناطح السحاب، قد قرروا وعزموا العزم على ألا يبقى على أرض فلسطين صهيونياً محتلاً واحداً، فتقدموا وجوههم تشع نوراً واعيونهم تبرق ناراً لكرامتها عند الله ...
لقد عشت في صحبة الشهيد القسامي القائد علي علان، الذي تتدرب على تجهيز الأحزمة الناسفة في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وقام مع إخوانه هناك بوضع خطة استراتيجية لنقل هذه التجربة إلى جنوب الضفة لتفعيل العمل العسكري هناك، وقام بتدريب عدد من المجاهدين وتشكيل عدد من المجموعات لمواصلة الطريق طريق المقاومة والتحرير والفداء، هذا المجاهد الذي كان يقول سنزرع في كل شبر من أرض فلسطين المغتصبة باروداً ليمحوا معالم ظلم المحتلين الأسود، وينشر الأمل على وجه كل أم ثكلى وكل لاجئ اكتوى بلظى حقدهم الدفين.
هذا الذي أَبى إلا أَن يُسجل إسمه في سجل الخالدين الأحياء عند ربهم الشهداء، وكان المُحبين جداً لمقارعة المحتلين، وعندما يضيق بنا أمراً تسمعه يقول: الله المستعان ويردد دوماً.. "وما أجمل العذاب في سبيل الله" وتحرير الأوطان، علي علان - الحكاية والرواية.. حكاية القسامي الثائر.. ورواية المجاهد الصابر الذي روى بدمه الطاهر ثرى أَرض فلسطين الطاهر.. الذي وصفه الاحتلال بأنه أخطر شخصية مطلوبة في جنوب الضفة الغربية منذ عام 1976م، والذي اشتبك مع القوات الاسرائيلية الخاصة ليوقع عدداً من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح، ويرتقي شهيداً في تاريخ 18-3-2003، رحمك الله يا أبا معاذ.. يا رفيق الدرب والبندقية..