بقلم/ ناصر ناصر
9-5-2023
يمكن للمقاومة في غزة بأن تختار المكان والزمان والطريقة المناسبة للرد على جريمة اغتيال قادة فلسطينيين مع عائلاتهم في القطاع، فهي تمتلك كل الأدوات لذلك ومن أهمها الحكمة والشجاعة والمصداقية، ولكن ما هي توقعات الرد؟
لقد حاول مسؤول الاستخبارات السابق عاموس يادلين الإجابة فوضع ثلاثة احتمالات أرى بأنها ليست دقيقة: فالأول- وفقاً له أن يقوم الجهاد برد شبه رمزي أو غير جدّي وهذا شبه مستحيل، ويؤكد عدم قدرة الاحتلال على قراءة ذهنية المقاوم الفلسطيني، أمّا الاحتمال الثاني فهو أن ترد الجهاد ومعها حماس رداً قوياً مما سيؤدي إلى جولة وهذا محتمل أيضا ومعقول، والثالث أن تكون وحدة الساحات كرد وقد استبعد هذا يادلين وما هو بمستبعد.
لابد من القول بأن أقوى وأفضل الردود هو ما كان سريعاً وقوياً/مؤثراً في العدد، يليه ما كان بطيئاً نسبياً وأيام معدودة ولكنه قويّ، فالقوة والتأني في نفسية العدو هي المعيار الأهم من التوقيت.
من المكن وضع ثلاثة احتمالات أخرى للرد الفلسطيني المشروع والواجب على النحو التالي:
الاحتمال الأول: ويمكن أن نطلق عليه رد التوازن وهو رد يتم خلال أقل من 24 ساعة، بمستوى قوي معقول بردع العدو ولا يخرجه عن طوره مذموماً مدحوراً ،مما سيضطره للاستمرار في القتال والدمار وهذا يعني عملياتياً: ضربات متبادلة لمدة 2-3 أيام مع وقوع إصابات محدودة في العدو، وهذا سيسمح بالعودة إلى الوضع السابق.
الاحتمال الثاني: الرد الرادع: وهو رد سريع وقوي يُوقع إصابات صعبة جداً في العدو من اللحظة أو الضربة الأولى، ثم تسعى المقاومة للتوقف والعودة للوضع السابق مع زيادة الردع الفلسطيني.
الاحتمال الثالث: الرد المزدوج وهو رد ممكن لكنه الأصعب من حيث السيطرة على الظروف بحيث يتم تأخير الرد لموعد قريب أكثر من مسيرة الأعلام للأقصى، فيجبي من العدو ثَمَنيْن بضربةٍ قويةٍ واحدة.
وفي كل الأحوال فإن الهدف من الرد هو الردع وتدفيع العدو ثمناً مناسباً لئلا يعود لجرائمه، وليس لحسم العدو في هذه المرحلة.