بقلم:
أيمن عبد المجيد
المحطة الثالثة عشر/ إنه ليس ابنك
الأسرى وعائلاتهم ينتظرون يوم الزيارة بشوق كبير، وحرارة مقطوعة النظير، رغم كل ما تحمل من معاناة وعذابات خاصة الأهل.
الانطلاق من ساعات الفجر، قطع مسافات كبيرة، الوقوف والانتظار والتفتيش عبر الحواجز تحت الشمس الحارقة في الصيف، والبرد القارص في الشتاء.
جهد وتعب جسدي ونفسي، المدة الزمنية للزيارة 45دقيقة، وللدرجة الأولى فقط، والأمور كلها خاضعة لمزاج السجان وبقرار واحد؛ يصبح المسموح ممنوع.
في إحدى الزيارات في سجن بئر السبع، حضرت زوجتي الحبيبة لوحدها، بحثت عن ابني محمد لم أره، سألت أين محمد؟ لم تجب وتركت دموعها الحديث، كررت السؤال، فقالت رفضوا إدخاله والسبب لا قرابة بينكم!.
المحطة الرابعة عشر
أبو نبيل والرجيم
عشنا معا في سجن هداريم، أبو نبيل بعز الأكل والحلويات، ووزنه ماشاء الله، وهو يسبب له أوجاع في الظهر والأرجل.
المهم أبو نبيل أخذ قرار جريء، الدخول في خطوة رجيم لإنزال وزنه، وياريت ماأخذ هذا القرار!.
في إحدى الأيام، وقع في نفسه أكل الرز بالحليب، وطلب مني تحضير ذلك.
فقلت له: وين الرجيم، فقال اعملها من غير سكر، وهيك بحافظ على الرجيم.
جهزت له الرز بالحليب بدون سكر حسب طلبه، وسكبته في سدر، وسلمته إياه.
وما كان من أبو نبيل سوى إخراج مرطبان عسل وأفرغه على الرز بالحليب، والتهم السدر كله.