بقلم: ناصر ناصر
تحذر الدوائر الأمنية في دولة الاحتلال من تزايد العمليات الفردية الفتاكة للقسام في الضفة الغربية، ونجاحه في الرد على معظم، إن لم يكن كل تجاوزات الاحتلال وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني في القدس ومؤخرًا في جنين، ويذكرون في هذا السياق عملية القدس لخيري علقم، ثم عملية الأغوار ثم عيلي ثم ترمسعيا ثم تل أبيب، وأخيرًا عملية أحمد ياسين- كدوميم، والجديد مؤخرًا هو حرص القسام على تبني العمليات بصورة واضحة مما أربك حسابات السياسة الإسرائيلية، وفرض نوع من تدفيع الثمن للاحتلال على جرائمه، كما نجح في تشكيل نوع من الحصانة لحالة مخيم جنين الوليدة، بعد أن بدأ بتشكيل نوع من الردع لسلطات الاحتلال التي ستتردد وتفكر مرات ومرات، قبل إقدامها بالعودة إلى اقتحام جنين بصورة حديقة ومنزل.
من المناسب القول بأن إعلان حماس الواضح عن مسؤوليتها المباشرة عن عمليات الثأر للأقصى وجنين ونابلس وغيرها، قد أزعج "إسرائيل"، كما بدا من تصريحات وتحليلات شخصيات وازنة في دولة الاحتلال، كما يبدو بأن هذه الإعلانات قد بدأت تُسقِط الرواية الكاذبة للاحتلال، بأن حماس وخاصة في غزة تنأى بنفسها عن العمليات في الضفة، وأنها لا تريد أن تغامر بفقدان "التسهيلات العظيمة" التي "تتكرم" بها "إسرائيل" على شعبنا في القطاع، وذلك في محاولة لتسويق سياستها المرتبكة تجاه قطاع غزة.
كما أن تبني العمليات يعمل نوعًا من التحدي والعنفوان، ويضخ المزيد من الروح المعنوية في صفوف أبناء الشعب الفلسطيني المقاوم، إضافة إلى إسقاط لدعاية الاحتلال وأعوانه بأن حماس تترك الشعب الفلسطيني دون حماية، وأن تصريحات قادتها هي مجرد شعارات لا أساس لها، فهنا تكمن أهمية المعركة الإعلامية أو المعركة على الوعي والذاكرة، وهي لا تقل أهمية عن العمليات البطولية.
إن ما يجري في الضفة الغربية والقدس اليوم وخاصة في العام 2023، لهو خير دليل بأن شعبنا كله موحد في دعم فصائل المقاومة، وعلى رأسها القسام والسرايا وكتائب الأقصى وكتائب أبو علي مصطفى وغيرها، ولن تنجح دعاية الاحتلال في دق الأسافين بين الشعب الفلسطيني ومقاومته، مهما بلغت قوة ماكنته الإعلامية، فالحق أبلج والباطل لُجج.