سمعنا كثيراً عن تهديدات حزب الله بإحتلال (تحرير) الجليل في أي حرب قادمة، ودائماً ما كان السؤال المطروح ماذا أعدت وحضّرت دولة الإحتلال لذلك اليوم؟ هل بقيت مكتوفة اليدين تنتظر ذلك اليوم؟
الجواب ببساطة لا، وهو كالتالي:
1. في البداية الهجوم والهجوم الساحق عبر سلاح الجو والكثافة النيرانية العالية والتي سوف تدمّر البنية التحتية في لبنان من أجل ثني حزب الله عن هدفه، وأن ينشغل بحاضنته وشعبه المقتول والمجروح والمدمر.
2. إقامة وحدة الأشباح أو وحدة حزب الله رقم 888 والتي مهمتها أن تواجه جنود حزب الله المهاجمين بنفس أسلوبهم ،وأعضاء تلك الوحدة هم من أفراد وحدات الكوماندوز السابقين والذين يسكنون الجليل وتم إعطائهم الأسلحة الخفيفة و المتوسطة ليس للدفاع عن "إسرائيل" بل عن بيوتهم وعائلاتهم أيضاً.
3. في حال وصل حزب الله فإنه سوف يتم حصاره في تلك المنطقة وقطع الإتصال (التشويش والاختراق) و الإمدادات اللوجستية عنه، وهذا سوف يقصّر عمر هؤلاء المقاتلين من وحدات الرضوان.
4. إخلاء الجليل: في حال وصلت معلومة ذهبية عن تحرك قوات حزب الله فإنّ هناك خطة معدة مسبقاً لإخلاء الجليل حتى يتم سحب إحدى أهم أوراق القوة من حزب الله.
5. إذا فشلت كل خطط الجيش والأجهزة الأمنية الصهيونية أو وصل مقاتلو حزب الله إلى الجليل فإنه سوف يتم تطبيق خطة بديلة تسمى (هنيبعل الجليل) أي سياسة الأرض المحروقة بحيث يتم إبادة كل الموجودين فيها، وعدم السماح لحزب الله أن يأخذ صورة النصر هناك، أو أن ينطلق من الجليل نحو مناطق جديدة، كل هذا أيضاً من أجل إفشال خطة حزب الله حول تحييد سلاح الجو، واستخدام مكثف للطائرات الإنتحارية وتفجير بعض المنازل والعبوات التي زرعت في بعض المناطق الحساسة.
6. في حال أن حزب الله لم يأتي إلى الجليل وذهب إلى مناطق أخرى فإن الأمر سوف يتكرر لكنه سيكون أصعب، خاصة إذا وصل إلى تل أبيب؛ لذلك هي تفضل أن يأتي إلى الجليل وتحاول إغراءه بذلك عبر الترويج الإعلامي أنه يمتلك قوة خاصة لذلك، وأنه يستطيع بسهولة بامتلاكه "نخبة الرضوان" والتي لا يستطيع أحد الوقوف أمامها، لكن كما يقال حسابات المكاتب تسقط مع حسابات الميدان، بمعنى: كيف لو أن الأمر تكرر في الجليل وعسقلان ومن الضفة والداخل وسوريا، عندها سيكون أفضل خيار: الانتقال إلى خطة الحصون الثلاثة والتي سنتحدث عنها لاحقاً بشكل مستقل.
تلك الخطط وُضعت وأعتمدت والأوضاع الداخلية في إسرائيل في أفضل أحوالها والمناعة الوطنية قوية في ظل استقرار وتماسك في قوة الجيش، أمّا اليوم فإن كل نفسٍ يتنفسه الجيش والمستوى السياسي يتم إرجاعه إلى أجندات خاصة و حزبية ولا أحد مستعد أن يموت أو يهاجر من منزله أو أن يمكث في الملاجئ لساعة واحدة لأجل الآخر، وتماسك الجسد الصهيوني وقت الحرب هو رهان خاسر ومغامرة ربما تكون غير محسوبة هذه المرة.
وفي نفس الوقت يجب الحذر من كيد ومكر العدو والذي يبدع في تطبيق نظرية الكماشة، واليقظة إلى أننا أعددنا من قوة ما نستطيع وهو كذلك، والمراهنة فقط على إرادة القتال وثقافة وعد الآخرة والاستشهاد جيد، لكنه غير كافٍ ويمكن أن يوقعنا في مستنقع لن نخرج منه بسهولة، خاصة وأن رهان الأمة على المقاومة كبير وفشلها في تحقيق ما وعدت سيدخلها في صدمة ربما لن تخرج منها لعقود.