معهد بحوث الأمن القومي
الباحث الجيولوجي أرييل هايمان
أحدث الزلزال الذي ضرب المغرب بقوة 6.8 درجة أضراراً كبيرة في الأرواح والممتلكات في مراكش، وخاصة في البلدات في جبال الأطلس جنوباً.
كلما كان الزلزال أقوى وأقرب وأقل سطحية، كلما زاد الضرر المتوقع، كما أن هناك عامل آخر يؤثر على حجم الضرر، وهو أمر بالغ الأهمية: جودة البناء؛ فالبناء في المغرب عادة ما يكون منخفض الجودة، بدون أساسات أو كتل صحيحة أو تعزيزات؛ ولذلك فإن الأضرار الناجمة كبيرة نسبياً، على الرغم من أن جبال الأطلس ليست ذات كثافة سكانية عالية، ومن المتوقع أن يصل عدد القتلى إلى عدة آلاف.
في هذه المناسبة، من المهم أن نتذكر أن وقوع زلزال في "إسرائيل" ليس مسألة ما إذا كان سيحدث أم لا، بل مجرد مسألة متى، والصورة في إسرائيل تشبه في بعض النواحي ما حدث في المغرب، بؤر الهزات المتوقعة على طول صدع البحر الميت قريبة من المراكز السكانية.
لقد حدثت هنا عدة مرات زلازل بحجم الزلزال المغربي، وتم بناء عدد غير قليل من المباني في "إسرائيل" قبل وجود معيار البناء المناسب (منذ الثمانينيات من القرن الماضي)، وعلى الرغم من أننا، وحكومات إسرائيل منذ أجيال، نعرف كل هذا جيدًا، إلا أن استعداد دولة "إسرائيل" ناقص بشدة.
ويصدر مدقق حسابات الدولة تقارير متكررة حول هذا الموضوع، والحكومة ببساطة لا تعالجها.
الأشياء الثلاثة الأكثر أهمية وإلحاحًا هي تعزيز المباني، وخاصة المباني العامة (على سبيل المثال المدارس والمستشفيات)، وتثقيف السكان حول كيفية الاستعداد وكيفية التصرف عند وقوع الزلزال، وقبل كل شيء إنشاء هيئة واحدة في دولة "إسرائيل" التي سيكون له المسؤولية والسلطة والميزانيات الكبيرة لإدارة استعدادات الدولة للزلزال المتوقع، وإدارة عمليات الإنقاذ وتنظيم عمليات السيطرة على الزلزال، وإعادة إعمار البلاد في الأسابيع والأشهر والسنوات التالية له، ولكن لا توجد مثل هذه الهيئة في البلاد ومن المُلح إنشاء واحدة.