هآرتس
مقال التحرير
ترجمة حضارات
تتضمن خطة الإدارة الأميركية الطموحة، كما عرضت جزئياً في اللقاء بين الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس في نيويورك، عدة خطوات صعبة التنفيذ: العودة إلى التفاهمات مع إيران بشأن الملف النووي، تعويض السعوديين في شكل تحالف دفاعي ومشروع نووي خاص بهم، موافقة "إسرائيل" على الانتهاك الاستثنائي لميزتها العسكرية النوعية في الشرق الأوسط، التطبيع العلني بين السعودية و"إسرائيل" تنازلات كبيرة للفلسطينيين على أساس حل الدولتين في المستقبل، وأخيرًا، من الناحية النظرية، أيضًا نوع من التأثير الملطف على تكوين التحالف المتطرف في تاريخ دولة "إسرائيل"، والذي سيضطر إلى الموافقة على هذه الصفقة الشاملة .
كل هذا على افتراض أن الكونغرس الأميركي، الذي يعارض الصفقة من الجانبين الجمهوري والديمقراطي، وسيباركها، عندما تُعرض عليه في حزمة لامعة للسلام في الشرق الأوسط (مقارنة بإمكانية التوصل إلى اتفاق أميركي ثلاثي مع إيران والسعودية في حد ذاته، والذي لن يحظى بشعبية مماثلة في المجلس التشريعي).
وإلى جانب الفرص الكبيرة، هناك أيضًا العديد من العقبات الكامنة في هذه الخطة بالنسبة لـ"إسرائيل".
أولاً، الخلاف بين المؤسسة الأمنية والمستوى السياسي بشأن الضوء الأخضر الذي أعطاه نتنياهو للبرنامج النووي السعودي.
ثانياً، ليس من الواضح إلى أي مدى ستساعد هذه الصفقة في ركود الائتلاف البلوشي الحالي، أو ما إذا كانت ستؤدي فعلياً إلى تعزيز موقف نتنياهو، لكن الخطر الأعظم يتلخص في الرضا بفتات من الراحة الرمزية للفلسطينيين، وهو ما من شأنه أن يترك الوضع الراهن على حاله في المناطق: الضم بحكم الأمر الواقع والاندفاع إلى الفصل العنصري.
الحكومة الإسرائيلية تعمل يوميًا على تعميق وتقوية نظام الاحتلال، وتوسيع البؤر الاستيطانية، وتشجيع الإرهاب اليهودي، وبدون خطوات ملموسة لكبح هذه السياسة الخطيرة، أثناء الحديث مع السلطة الفلسطينية، يمكن أن يتحول الاتفاق مع السعودية إلى ورقة توت، تسمح باستمرار التدهور.
ويكفي أن ننظر إلى العلاقات مع دول «اتفاقيات إبراهيم» الأخرى -الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب- التي، رغم الآمال الكثيرة في أن تكون عاملاً إقليمياً معتدلاً، لم تنجح في كبح جماح الكاهانية. حكومة.
ويتعين على الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ألا تقعا في هذا الفخ مرة أخرى، ويتعين عليهما أن يطالبا "إسرائيل" باتخاذ تدابير أكثر جرأة.