قام الجنرال احتياط عاموس يدلينرئيس مركز أبحاث الامن القومي في إسرائيل ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان سابقا) بتقديم تقريره الاستراتيجي السنوي للعام 2018 لرئيس الدولة والذي يتضمن مجموعة من التقديرات الهامة لكبار الشخصيات الأمنية والباحثة في مركز أبحاث الأمن القومي INSS تقديرات، حول التهديدات الامنية التي من المتوقع أن توجهها إسرائيل في العام 2018، ويشار أن لهذا التقرير ولتقارير المعهد بشكل عام أهمية كبيرة في دعم وتطوير نظرية الأمن القومي في إسرائيل.
قام الباحثون في المعهد بتطوير آلية لقياس التصعيد العسكري في الجبهتين الشمالية والجنوبية او وعلى حد تعبير رئيس أركان الجيش الاسرائيلي ايزنكوت خمسة جبهات المواجهة وهي قطاع غزة، سيناء، الضفة الغربية، الحدود مع سوريا والحدود مع لبنان، وذلك من خلال رصد وتحليل الأحداث والتطورات المتعلقة ومدى تأثير هذه الاحداث وعلى تقريب أو أبعاد إسرائيل عن المواجهة العسكرية الواسعة وبالتالي اتخاذ الاجراءات والاستعدادات ورصد الميزانيات المناسبة لها وقد ركز يادلين في مقابلته مع التلفزيون الاسرائيلي القناة 13 في 2_1 -2018 على الدور الايراني المتزايد والذي يملك ايضا منظومة مشابهة لقياس التصعيد.
لقد أكد التقرير العديد من التقديرات الرسمية للاستخبارات العسكرية والمؤسسة الامنية في اسرائيل بشكل عام والتي أشار إليها أيضا ايزنكوت قبل أيام حيث أكد سعي اسرائيل الحثيث لتأجيل المواجهة العسكرية وتحديدا مع قطاع غزة أو على حد تعبير وزيرة العدل ايلت شكيد لراديو إسرائيل 4-1 باننا لسنا معنيين بجر المنطقة لى حرب وهذا لايمنع من استمرار قيام الجيش بضربات مؤلمة لحماس والمقاومة في غزة.
من المناسب الإشارة إلى أن المستوى الأمني والسياسي في إسرائيل يجدان صعوبة في اقناع الرأي العام الإسرائيلي بضرورة، وحيوية ضبط النفس من جانب الجيش والاستمرار بسياسة الرد الحالي على صواريخ المقاومة من غزة وقد ظهر ذلك من خلال البحث المستمر عن مبررات لإقناع الرأي العام بهذه السياسة، ولا يمنع هذا من محاولة اسرائيل القيام بردود مؤلمة للمقاومة دون أن تتحمل مسؤليتها بشكل مباشر وتكرار نموذج الشهيد مازن فقها.
وكما أوضح يادلين أن تضاعف احتماليات المواجهة العسكرية في الشمال إنما ينبع من طبيعة "مقياس التصعيد ": فقد احتمال المواجهة العسكرية السابق هو 1% أما الآن فقد أصبح 10% أي تضاعفت الاحتمالية، ولكنها ما زالت ضئيلة، والسبب الرئيس في ذلك هو وعلى حد زعم يادلين تزايد نفوذ ايران في سوريا ولبنان .
وقد تطرق عاموس يادلين في مقابلته مع التلفزيون الاسرائيلي 2-1 إلى طبيعة العلاقة بين حماس وايران مشيرا إلى انها قائمة على المصالح المشتركة مؤكدا أن تأثير ايران على حماس ليس كاليوم كما هو على حزب الله وبشار الأسد؛ وذلك لأن حماس كانت وما زالت منظمة سنية على خلاف كبير مع إيران الشيعية، إضافة إلى عدم وجود حدود بينهما وقد استخدم يادلين؛ للدلالة على ذلك موقف حماس في المضي قدما في عملية المصالحة وتطوير علاقاتها مع مصر على الرغم من عدم رغبة إيران في ذلك.
مشيرا إلى أن الاعتبار المركزي في علاقات حماس هو مصلحتها الفلسطينية وليس الاعتبارات الايرانية، وخاصة سعي حماس لرفع المعاناة عن سكان القطاع.
تناول التقرير مواضيع كثيرة وهامة مثل الإشارة إلى أن داعش تأتي في المكانة الخامسة في سلم التهديدات في إسرائيل، وخاصة في سيناء كما أكد أن خطر الحرب سينجم على الأرجح من تدهور، وتدحرج الأحداث وليس بمبادرة مقصودة من أي طرف من الأطراف كما أشار إلى أهمية الدور الروسي إلهام كناقل للرسائل بين كل الأطراف في المنطقة فالروس ليسوا أعداء لإسرائيل كما أن بإمكانهم التواصل مع كل الأطراف المتناقضة.
واخيرا أكد التقرير ما سبق وتم تناقله في وسائل الإعلام المختلفة على أن اسرائيل تمر بمرحلة لم يسبق لها مثيل من حيث تطور علاقاتها السياسية والاستخباراتية مع بعض الدول العربية في إشارة واضحة إلى السعودية والإمارات، مستنتجا أن على إسرائيل استغلال، وانتهاز هذه الفرصة التاريخية التي فرضتها هذه العلاقات الخاصة؛ لتحقيق الأهداف الصهيونية .