كثيراً ما نسمع أن هناك بعض الأشخاص الموجودين في أماكن الحروب، حيث يتم قصف المباني والأحياء بشكل دائم، كما هو الحال في غزة حالياً، يعانون من أمراض داخلية خطيرة، أو يتوفون، على الرغم من عدم وجود أي إصابات خارجية على أجسادهم، من آثار الانفجارات التي كانت من حولهم.
وسبب ذلك هو تأثر الشخص داخلياً بهذه الانفجارات، التي تؤدي إلى مضاعفات خطيرة جداً قد تكون كفيلة بإنهاء حياة الشخص المصاب بها.
فما هي إصابات الانفجار؟ وما أنواعها؟ وما الأعضاء الداخلية التي تتأثر بالانفجار؟ وكيف يمكن أن تسبب الوفاة على الرغم من عدم التأثر خارجياً؟
ما هي إصابة الانفجار؟
إصابة الانفجار هي نوع معقد من الصدمات الجسدية الناتجة عن التعرض المباشر أو غير المباشر للانفجار الناتج عند القنابل أو الصواريخ، أو حتى الانفجارات الأخرى التي قد تحدث في المنازل بسبب قنينات الغاز على سبيل المثال.
تختلف أنواع إصابات الانفجارات، من بينها نجد إصابات الأعضاء الداخلية، التي قد تؤدي إلى تضرر كل من الرئة والدماغ، والسمع والبصر، إضافة إلى الإصابات الخارجية التي قد تصيب الأطراف بحروق متفاوتة الخطورة.
ولتحديد نطاق الإصابات الناجمة عن التعرض للانفجار، اعتمدت وزارة الدفاع الأمريكية تصنيف الإصابات الناجمة عن الأجهزة المتفجرة، والذي تم تدوينه في توجيه وزارة الدفاع، ويوفر إطاراً مشتركاً لتوصيف إصابات الانفجارات داخل الوزارة.
إذ يصنف هذا التصنيف إصابات الانفجار إلى خمس فئات: الأولية والثانوية والثلاثية والرباعية والخماسية بناءً على آلية الإصابة.
إصابات الانفجار الأولية
تنجم إصابات الانفجارات الأولية عن الضغوط العالية، أو الضغط الزائد، الناتج عن الهزة التي يحصل بها الانفجار، حسب نوع الشيء المتفجر، وغالباً ما تحدث في فترات الحروب بسبب القصف.
إذ يمكن أن يؤدي الضغط الزائد للانفجار إلى سحق الجسم والتسبب في إصابات داخلية خطيرة، والتي تصنف الفئة الوحيدة من إصابات الانفجار التي تسبب أعراضاً جانبية وهي:
تجدر الإشارة إلى أن وجود الارتجاجات الناجمة عن الآلية الأولية للانفجار وحدها، دون تأثيرات ثانوية أو ثالثة على الرأس، هو موضوع نقاش مستمر في الأوساط العلمية والطبية.
إصابات الانفجار الثانوية
هذا النوع من الإصابات غالباً ما يكون خارجياً بشكل أكبر من أن يكون داخلياً، إذ تنتج إصابات الانفجار الثانوية عندما تؤدي الرياح الانفجارية القوية خلف الشظايا والحطام الأمامي المضغوط إلى دفع الجسم بشكل قوي مما يؤدي إلى:
وهذه الإصابات تحتاج إلى تدخل طبي سريع، من أجل محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد اختراق الشظايا للجسم، وغالباً ما يتم إجراء عمليات جراحية لإنقاذ المريض.
إصابات الانفجار الثلاثي
عند الحديث عن إصابات الانفجار الثلاثي فهنا نتحدث عن الآثار الناجمة عن الرياح الانفجارية القوية وتدرجات الضغط التي يمكن أن تسرع حركة الجسم إلى الوراء، وتسبب نفس أنواع إصابات القوة الحادة التي قد تحدث في حادث سيارة أو سقوط أو انهيار مبنى، وقد تشمل:
إصابات الانفجار الرباعي
أما في ما يخص إصابات الانفجار الرباعي، فقد تحدث في حال كانت الانفجارات بسيطة، وليست بقوة تلك التي تسببها القنابل والصواريخ عند عمليات القصف.
أو يمكن أن تؤثر كذلك على من هم في أماكن بها حروب، لكنهم غير قريبين بشكل مباشر من مكان الانفجار، الأمر الذي ينتج عنه التعرض للمواد السامة من الوقود والمعادن والغازات التي يمكن أن تسبب حروقاً وعمى وإصابات استنشاق.
إصابات الانفجار الخماسي
فيما تشير إصابات الانفجار الخماسي، وهي النوع الأخير من هذه الأضرار التي تؤدي إليها الانفجارات، إلى العواقب السريرية للملوثات البيئية بعد التفجير، وضمن ذلك المواد الكيميائية التي تنتشر في الأماكن التي حدث فيها القصف أو الانفجار.
وتؤدي هذه الإصابات إلى أمراض خطيرة، مثل السارين، أو الجمرة الخبيثة، أو تأثيرات جلدية بسبب المواد الإشعاعية، والحروق الكيميائية، ثم الالتهابات الفيروسية أو البكتيرية.