(يجا هدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم)
ما هذا الربط؟؟
إن كنت غير قادر على أن تكون مع المجاهدين فلا تضع نفسك مع اللائمين المتفلسفين.
سبحان الله هكذا يصف الله المشهد، أو قل مشهدان مرتبطان معا ارتباطا لازما دائما، مشهد الذين يبذلون كلّ ما بوسعهم، يتجرّدون عن أنفسهم وحظوظهم، يبيعون دنياهم بآخرتهم، يبيعون أنفسهم وأموالهم وأولادهم وأرزاقهم وكل ممتلكاتهم ومدّخراتهم لله ، يريدون وجه الله وتحقيق مرضاته ولا يريدون أحدا ولا شيئا ولا راتبا ولا رتبة ولا مصلحة ولا مكانة عند الناس، فقط يريدون الله، فقط في سبيل الله .
والمشهد الثاني الملازم لهذا المشهد هو اولئك الذين لا يجيدون إلا اللوم، فريق اللائمين، يشعرونك أنهم خبراء السياسة والتفكير الاستراتيجي والواقعي والمستقبلي، أبو فهيم معشعش في عقولهم وأبو حريص معشعش في قلوبهم ، ليس لهم نصيب في كلمة الحق أو مجرّد التفكير في رصاصة الحق وسلاح الحق، يهوّلون سلطان الباطل وصولجان الغاشم والمحتلّ، في بيوتهم ذات التدفئة المركزية وجيباتهم الفارهة ذات الاضافات الخيالية، يلومون ويتفلسفون على من يديرون معركة تذهل العدوّ قبل الصديق، يتفلسفون على اولئك الذين في الثغور المتوثّبة والانفاق المروّعة القابضين على جمر المعركة.. ثلاثون سنة وأنت تتفلسف علينا في السياسة وفن الممكن وتجنيد الراي العام العالمي وفهلوة السلمية الناعمة الوادعة فما جلبت إلا خبالا وضياعا حتى صارت القضية الفلسطينية لا ذكر لها ولا وجود ولا روح ولا حياة .
يا أخي أنا مثلك عندي مكيّف وسيّارة ودار وبيّارة ولا أجاهد في سبيل الله لكني لا ألومهم، فقط مطلوب منك أن تقول: الله يعطيكم العافية، الله يجزيكم الخير ..
إن كنت غير قادر على أن تكون مع المجا هدين فلا تضع نفسك مع اللائمين المتفلسفين.
#فلسطين_تنتصر بإذن الله