سُئِلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَنِ الهِجْرَةِ، فَقالَ: لا هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وإذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا.
كانت الهجرة واجبة من دار الكفر إلى دار الاسلام لتحقيق نصرة الاسلام
ولما فتحت مكة وأصبحت هي والمدينة دار اسلام توقّفت الهجرة واستبدلت بالجهاد في سبيل الله . لنلاحظ أن الهجرة كانت لمنفعة عامة ولم تكن لمآرب خاصة بل ذمّت في الحديث : فمن كانت هجرته لامرأة ينكحها أو دنيا يصيبها فهجرته إلى ما هاجر إليه.
الهجرة من فلسطين اليوم لا بدّ من تحرير الفتوى بشكل حاسم وقاطع في ظلّ مصلحة المعتلّ في تهجير الناس ودفعهم إليها بكلّ الاساليب الماكرة منها تضييق الخناق على معيشة الناس بشتّى السبل ودفعهم للهجرة، ومنها غياب الخطط الفلسطينية لتثبيت الناس خاصة خريجي الجامعات التي تخرج أضعاف حاجة السوق من شتى التخصصات... الخ .
هناك ثقافة تستسهل الهجرة وممكن أن تتمّ بالاستدراج غربة عدة سنوات ليبني نفسه ماديّا فتغرقه بلاد الغربة بإغراءاتها ولا يعود أبدا وإن عاد على كبر لا يعود أبناؤه، مثل الذين يهاجرون لأمريكا وأوروبا ويصبح مواطنا هناك، هو وأبناؤه مواطنين صالحين في خدمة تلك الدول الداعمة لمن احتلّ بلده.
المسألة ليست فتوى وحسب رغم ضرورتها وأن تكون حاسمة قاطعة. إلا أنه يتطلّب كثير من الامور التي تحسّن من أوضاع الناس الاقتصادية ومحاربة الفساد كي تتيح فرصة ليعيش الفلسطيني في وطنه بعيدا عن اغراءات الهجرة.
لا يكفي تبيان فضيلة الرباط وإنما أيضا حرمة الهجرة إلا بشروطها الصعبة.
ربط الله على قلوبنا وثبتنا في ديارنا وكتب لنا أجر الرباط أضعافا مضاعفة.
#فلسطين_تنتصر بإذن الله