خطاب اليوم كان بمثابة نطّاس بارع قام بعملية جراحية بارعة، استلّ فيه قلب السردية الاسرائ يلية البائسة وزرع قلبا نابضا يمثّل نبص المقا ومة الصادق.
غنيّ قوي شامل مرتفع موضوعي يصيب الأهداف المطلوبة بدقّة في سياق شديد الحساسية.. غطّى المعركة ورسم المشهد واستحضر الامكانيات والقدرات والفعاليات التي تؤكد صمود المقاو مة وثباتها وقدرتها على مواصلة الطريق بكل عنفوان واقتدار.
ورسم رسمه السياسي في توحيد الكلمة بين جبهات الاسناد وقدرتها على رفع السقوف والضغط الكافي لوقف العدوان، وأكد على كابوس تحرّك الضفة_والقدس والداخل الفلسطيني، وأعاب على أمّة بات أكبر آمالها قطع علاقة تجارية أو طرد سفير بعتاب دقيق سريع.
ووجه سهامه للمجتمع الاسرائيلي بما اكتشف من نذر يسير من فشل السابع من اكتوبر وأنه ستأتي اليوم الذي ستكشف فيه ما جرى من خداع استراتيجي وقدرات استخبارية عالية. وهذه ضربة معلم في حلبة صراع شديدة الحساسية داخل ملعب الاعتلال.
لله درّه من خطاب أصاب بأسهمه أهداف متعدّدة بهذا الوقت القصير.
مدرسة في الخطابة والتعبئة العامة وايصال الرسائل المطلوبة بكل قوة ودقّة بأولوياتها وتوزيع الوقت عليها بميزان من ذهب، مدرسة لا بدّ من الوقوف على أسرارها.