أصبحت اليوم على الغالب تخدير ولم تعد كسابق عهدها للتثوير ..
يريدون في عنوان الخطبة ارجاع الأمر بالضراعة إلى الله وهذا صحيح ولكن التركيز على هذا اللجوء بالدعاء دون العمل في وقت العمل هو دمار للفهم الديني الصحيح ..
وعلى قاعدة الامام الغزالي العلم والحال والعمل في كل أمور الدين .. الدعاء تصويب على الأهداف ومقرون بالعمل .. مثلا دعاء رسول الله اللهم اني اسالك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك .. في الدعاء نرى تحديد الهدف وهو الرحمة والمغفرة وفيه إشارة وتوضيح لما هو مطلوب من عمل .. موجبات الرحمة من أعمال وعزائم بها تتحقق المغفرة ... لا يعقل أن نفرغ طاقة الناس ونوجههم الضراعة إلى الله وان نترك باب العمل مغلقا ..
ليس فقط هذه الخطبة ومحاورها والتي إن وصلت إلى العمل تذهب لأعمال ليس لها علاقة في ما هو مطلوب في واقع الناس كما هو الحال في غزّة ووجوب العمل على مساندتها .. ولا أي حراك ولا حتى الحد الأدنى من مسيرات في الضفة اسنادا لغزة وانكارا للمجازر ثم نقول ليس لها إلا الدعاء.. باختصار من الأمانة أن نبين أن الدعاء علم وحال وعمل وهي مقرونة معا .. إن تنصروا الله ينصركم .. إن لم نستطع على المسيرة فالمسيرة أضعف العمل.. بضم الميم في الأولى وفتحها في الثانية.. أن اكتفينا في الدعاء فما هو إلا إبرة تخدير للناس الذين يريحون ضمائرهم من مشاهد المجازر بما قاله الشيخ في الخطبة وكفى الله المؤمنين القتال.