من المؤقت يا جالنت؟!

وليد الهودلي

كاتب وأديب فلسطيني

جالنت" بروح العربدة واستطالة الشر ونشوة الصورة التي يجيدون تصديرها للناس يكتب: 
الامين العام المؤقت لحزب الله نعيم قاسم.
" نحن أصلا حياتنا نعتبرها مؤقتة في دار فانية لا محالة زائلة، هي دار اختبار قالوا عنها ومضة في العمر الزمني المديد للحياة الدنيا والاخرة، وقالوا عنها قاعة امتحان تقدّم امتحانك وتمضي، وشبّهها رسول الله كمثل رجل استظل تحت شجرة ثم تركها ومضى، ووصف المسافة الزمنية للحياة الدنيا القرآن الكريم قبل كلّ شيء كالمسافة ما بين نزول المطر وحصاد الزرع:" كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض فأصبح هشيما تذروه الرياح".
هذا نحن وحياتنا المؤقتة سيّد جالنت سواء من كان منا أمينا عامّا أو عنصرا من عامّة الناس،فماذا عنك أنت أيّها المخلّد في هذه الارض، يا من تقع حياتك وأمجادك ما بين مجازر ترتكبها وبين اقالة مهدّد بها من مأفون مثلك. 
لقد خلّدت نفسك في صورة المذبحة التي ستطاردك وتطارد قومك أبد الآبدين، لقد زرعت نفسك وقومك في مكان ابليس حيث الرجم ومقت العالمين. 
ماذا أفنيت وماذا خلّدت أيها الجالنت؟ هل تعتقد عندما كتبت عن حياة عدوّك بأنّها مؤقتة أنّك ستخلد فيها، أم أنك وقوّتك الجوية والارضيّة والبحريّة وكل القوى التي تحميك وتقف من خلفك أمريكا وأوروبا ستحميك من أجلك إذا جاءك؟ لن تحميك من إقالتك من قبل النتنياهو فهل تحميك من إقالتك من الدنيا أمام ربّ السموات؟ 
يا لك من غرّ أرعن لا ترى أبعد من أنفك ولا تنظر لمستقبل شعبك فقط بعد عدة سنوات عندما تصحو أمّة لتضع رقابكم على سيفها البتّار، ولتسأل الكون سؤالا يسمعه كلّ من في الكون: كيف غرّتكم أنفسكم وسوّلت لكم أن ترفعوا طرفكم في وجوهنا وكيف بلغت حماقتكم أن تطلقوا النار علينا .. 
اعلم أيها المأفون أن الكلّ مؤقت على هذه الحياة وزائل ولن يبقى إلا وجه الله الذي لا يغفل أبدا عما يفعل الظالمون. شهداؤنا خالدون مخلّدون، منارات عالية في حياة أمّة خالدة، من العاروري إلى هنيّة إلى ونصر الله والسنوار وكلّ الشهداء. كلّهم باقون مخلّدون في ذاكرة أمّة مجيدة وعند الله في عليين. 

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023