عمان - شارك رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس، في المؤتمر الدولي الذي عقد على مدار اليومين الماضيين في العاصمة الأردنية عمان، حول (دور المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني في تعزيز واحترام حقوق الطفل الفلسطيني).
وخلال مداخلته تناول فارس الانتهاكات والجرائم غير المسبوقة ضد الأطفال الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي مع استمرار حرب الإبادة، وأستعرض مسار الجريمة المركبة، والممتدة، والممنهجة التي تمارس بحق الأطفال منذ لحظة اعتقالهم، مروراً بكافة مراحل الاعتقال، والذي يشكل أبرز السّياسات التّاريخية التي انتهجها الاحتلال على مدار عقود طويلة، بحق الأطفال الفلسطينيين.
وتابع فارس، إن أجهزة الاحتلال كافة متورطة في جريمة مركبة تأتي في إطار مشروع الاحتلال الذي يهدف إلى كسر روح الشعب الفلسطيني، والأسس التي يقوم عليها المجتمع الفلسطيني لتقويضها لإيصال الشعب الفلسطيني إلى قناعة بأنه غير قادر على تحقيق أهدافه التي يسعى لها، وأولها الحرية وتقرير المصير.
وتوقف فارس مطولا إلى السياق الدولي الذي أوصل الاحتلال إلى هذا المستوى من الصلف والاستعلاء على البشرية جمعاء وما توافقت عليه الإنسانية، مشددا على الأسباب المركزية التي أوصلت الاحتلال إلى هذا السياق، وهو الصمت المستمر أمام توحشه، وذلك على رغم من كل ما نشهده من تحولات خطيرة تمس الإنسانية جراء حرب الإبادة، ومازالت المواقف الدّولية مرتبكة تأتي على استيحاء، حيث تحوّلت شكّل هذه المواقف إلى أحد الأسباب الداعمة لتوحش الاحتلال.
ولفت فارس في مداخلته، لمجموعة الجرائم والأساليب والسّياسات الممنهجة والمنظمة التي يتعرض لها الأسرى والمعتقلون في سجون الاحتلال ومنهم الأطفال، وأبرزها جرائم التّعذيب الممنهجة بمستوياتها المختلفة، إلى جانب جرائم التّجويع، وعمليات السّلب والحرمان والتي تشكّل وجها من أوجه الإبادة المستمرة، كما وأشار إلى قضية أطفال غزة في سجون الاحتلال الذين يخضعون لجريمة الإخفاء القسري، إضافة إلى الدور الذي لعبته المنظومة القضائية للاحتلال، وتحديدا المحاكم العسكرية التي عملت على ترسيخ الجرائم والانتهاكات بحقّ الأسرى ومنهم الأطفال المعتقلين بشكل تعسفي.
وأكد فارس، أن الاحتلال الإسرائيلي تحوّل إلى عبء أخلاقي على العالم وأصبح يمثل خطورة على البشرية جمعاء، ولذلك فإنّ السبيل الوحيد لوقف منظومة التوحش الإسرائيلية، بتحويل مشروع الاحتلال إلى مشروع خاسر، واتخاذ إجراءات عملية فعّالة منها طرد اسرائيل من كل المنظمات الدولية، وجعلها كدولة أن تراجع حساباتها.