إدارة السّجون تواصل إنتاج أدوات جديدة للتنكيل بالأسرى والأسيرات
في سجن (جلبوع) تركزت إفادات الأسرى، على عمليات القمع التي تعرضوا لها مؤخراً، ففي منتصف شهر تشرين الثاني المنصرم، تعرض أحد الأقسام، إلى عملية قمع واسعة، خلالها اقتحمت (غرف الأسرى – زنازينهم)، وأقدموا على الاعتداء على الأسرى بالضرّب المبرّح حتّى أنّ الأسرى في بعض الزّنازين المجاورة لإحدى الغرف، بدأوا بالبكاء على أصوات تعذيب وضرب رفاقهم، والذي يشكّل واحد من أبرز أدوات عمليات التّعذيب النفسيّ إلى جانب التّعذيب الجسديّ، فالعديد من الأسرى اعتبروا أن تعرضهم للضرب الجسدي قد يكون وقعه نفسيا (هينا) مقابل سماع أصوات رفاقهم وهم يتعرضون للضرب.
كما وتعمدت وحدات القمع، بمصادرة الملابس الإضافية الأسرى، ولم يتبق للأسرى سوى الملابس التي يرتدونها رغم أنها قامت بهذا الأمر منذ بداية الحرب إلا أنها أعادت عمليات المصادرة مجدداً، كما وقامت بعمليات تخريب لبعض المقتنيات البسيطة لدى الأسرى، و التعمد برمي لقيمات الطعام التي يتم تجميعها على مدار اليوم لمحاولة تحضير وجبة تكفيهم، وقد تذرعت إدارة السّجن بأن عملية القمع هذه جاءت رداً على أداء الأسرى للصلاة.
وأشار الأسرى في سجن (جلبوع) إلى أنّ قوات القمع استخدمت للمرة الأولى بحقهم حزام خاص لضربهم، والذي يندر ضمن استمرار محاولتها إنتاج أدوات لتعذيب الأسرى، وفعليا فإن إدارة السجون تعمل على تحويل كل ما يحتاجونه الأسرى، إلى أداة للحرمان والتّنكيل، فعلى سبيل المثال تتعمد مصادرة الفرشات لمدد قد تصل إلى أسبوع، مما اضطر الأسرى النوم على (الأبراش- الأسّرّة) المصنوعة من الحديد دون الفرشات، أو النوم الأرض رغم البرد الشديد، كما تتعمد حرمانهم من الخروج إلى ساحة السّجن (الفورة)، وحرمانهم من النوم من خلال إجراء التفتيشات، وعمليات الاقتحام ليلا.
كما وأشار أحد الأسرى في سجن (جلبوع)، أن السّجانين يتعمدوا بعد تقييدهم وإجبارهم الجلوس على الأرض بوضعيات صعبة ومذلّة، استخدام أغاني الأطفال للاستهزاء بهم، حيث أفاد الأسير (أ.م) أحد الأسرى الذين تمت زيارتهم خلال شهر نوفمبر المنصرم، "أن السّجانين، يقومون بغناء بعض أغنيات الأطفال للاستهزاء بهم وهم مقيدون، منها أغنية "هالصيصان شو حلوين، "وأنا البندوة الحمرا"، وغيرها من أغنيات الأطفال، كما ويتعمدوا الصعود على (الأبرش -الأسرّة) والقفز على أجساد الأسرى من الأعلى، ويتعمدون خلال الليل إبقاء الضوء، ولا يسمحون لهم بإطفائه، كما ويتعمدون خلال تنفيذ إجراء ما يسمى (بالعدد- الفحص الأمني) برشهم بالغاز، وقد تكرر هذا الأمر مؤخرا".
وفي سجن (عوفر)، أفاد مجموعة من الأسرى الذين تمت زيارتهم مؤخراً، أنّ وحدات القمع أقدمت على تنفيذ عدة اقتحامات، واعتدت عليهم بالضرّب المبرّح، و(معاقبتهم) بسحب الفرشات منهم، وحرمانهم من الخروج إلى (ساحة السجن -الفورة)، كما وتستخدم إدارة السّجن كمية الطعام أداة للتنكيل بالأسرى من خلال التّحكم بكمية الطعام، وممارسة جريمة التّجويع بشكل مضاعف كنوع من أنواع (العقاب).
وجراء الاعتداء بالضرّب على الأسرى في سجن (عوفر) خلال عمليات الاقتحام المتكررة مؤخراً، أصيب أحد الأسرى بالكتف، وجرى نقله إلى المستشفى لاحقاً، وأبلغ من قبل الأطباء أنه بحاجة لإجراء عملية جراحية، وقد أعيد للقسم وهو بوضع صحي صعب، وذلك بحسب إفادة أحد الأسرى.
وفي سجن (الدامون) الذي تقبع فيه الأسيرات، تصاعدت عمليات التفتيش والقمع والاقتحامات الليلة بشكل -غير مسبوق- وتحديدا منذ أواخر شهر أيلول/ سبتمبر المنصرم، كما وتصاعدت عمليات المصادرة للملابس الإضافية لهن، وسجلت عمليات اقتحام جديدة بحقّهن خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المنصرم، إضافة إلى عملية قمع أخيرة في بداية شهر كانون الأول الجاري.
ففي تاريخ 20 تشرين الثاني تم اقتحام عدد ممن (زنازين الأسيرات – الغرف)، وتم تقييدهن للخلف، وتم اقتيادهن إلى ساحة السّجن والاعتداء على عدد منهن بالضرب، ورشهن بالغاز، كما تعرضت بعضهن للعزل لعدة أيام، وتكرر الأمر في تاريخ 23 تشرين الثاني، حيث جرى قمع بعض (الغرف- الزنازين) من قبل وحدات اليمّاز، وتم الاعتداء على بعض الأسيرات، إلى جانب إلقاء الشتائم والألفاظ النابية والمذلّة، وتفتيشهن تفتيشاً شبه عاري، وتخريب بعض المقتنيات البسيطة لديهن، ومصادرة بعض المستلزمات الشّخصية الخاصة بهنّ، وفي بداية شهر كانون الأول تكررت عملية القمع لغرفتين.
كما وأشارت الأسيرات إلى جانب موضوع عمليات القمع، معاناتهن من قلة الملابس، بعد عملية المصادرة التي أقدمت عليها إدارة السّجون منذ شهر أيلول/ سبتمبر المنصرم، وهناك تخوفات من انتشار الأمراض بينهن بسبب قلة مواد التّنظيف، وإضافة إلى ذلك فجريمة التّجويع ما تزال تخيم على الأسرى كافة بما فيهم الأسيرات، كما أنّ بعض الأسيرات يعانين من مشاكل صحيّة صعبة وبحاجة إلى متابعة حثيثة، وبعضهن بحاجة إلى متابعة نفسية، فإحدى الأسيرات ورغم معاناتها من مشاكل نفسية صعبة وواضحة، إلا أنّ الاحتلال يصر على الإبقاء على اعتقالها في ظروف مأساوية وقاسية جداً.