تنعى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رفيقها الأسير الجريح محمد ياسين خليل جبر، ابن مخيم الدهيشة الذي ارتقى شهيداً بعد رحلة طويلة من المعاناة بين الإصابة والأسر والقهر خلف قضبان العدو في سجن النقب، حيث واجه الاحتلال بصموده حتى الرمق الأخير.
أصيب الرفيق محمد ابن الثانية والعشرين برصاص الاحتلال في بطنه قبل ثلاث سنوات، ثم اعتُقل إدارياً قبل عام، وظل يعاني من التنكيل والقمع وسياسة الإهمال الطبي حتى استشهاده.
منذ صغره، كانت أعماق الرفيق محمد تعكس شغفاً غير محدود بحب الوطن والمقاومة، فكان قلبه ينبض بعزيمة لا تعرف التراجع، وكان رفيقاً ثائراً يحمل في صدره حلم التحرير، وكانت خطواته محملةً بالأمل، وعيناه تتطلعان إلى مستقبلٍ يتحقق فيه العدالة والوطن الحر. دفعه هذا الحب العميق لوطنه إلى أن يكون في طليعة المناضلين رغم صغر سنه، يرسم طريقه بالدماء والألم، محارباً من أجل حلم أكبر من عمره، حتى إذا أتى الموت، لم يكن سوى جزء من معركة استمر في خوضها بروح لا تهزم.
لقد اغتالت يد الاحتلال محمد كما اغتالت آلاف الأسرى الذين حُكم عليهم بالموت البطيء في زنازين الإهمال الطبي المتعمد، وجرائم التعذيب والقهر. وإنّ استشهاده تحت سطوة السجن لا يقل شأناً عن ميادين القتال، وإن جريمة اغتياله جريمة جديدة تُضاف إلى سجل الاحتلال الأسود بحق أسرانا الأبطال.
إن الجبهة الشعبية وهي تودع هذا الفارس الذي قضى شهيداً أبياً، تؤكد أن دماءه لن تذهب هدراً، وأنّ استشهاده لن يزيدنا إلا إصراراً على مقاومة الاحتلال، والانتقام لكل شهيد وأسير وجريح.
الحرية للأسرى والمجد للشهداء والنصر لفلسطين