ثلاثة مطالب لإسرائيل في الطريق إلى المرحلة الثانية

المحلل العسكري: رون بن يشاي
يديعوت احرونوت

ينبغي المطالبة من الوسطاء الا تكون حماس في الحكم وأن يجرد القطاع من السلاح، وبالمدى الفوري – عدم السماح بعد الان بتحرير مخطوفين في ظل جمهور معربد. الصفقة تخرج الى حيز التنفيذ لكن لا يمكن لإسرائيل أن تسمح لنفسها بوجود منظمات وجيوش جهادية على حدود غزة. 
الفرحة الهائلة التي جرفت مواطني دولة إسرائيل لمشهد تحرير دورون، إميلي ورومي من أسر حماس تشكل إشارة واضحة للحكومة ولرؤساء جهاز الامن: يجب اعادتهم جميعا، حتى آخر المخطوفين واساسا أولئك الذين لا يزالون على قيد الحياة. والا فان هذا الجرح سيبقى مفتوحا وسيكون لذلك معان هدامة على وحدة المجتمع في إسرائيل ودوافعه. لا يمكن لاي نصر عسكري ان يكون كاملا وامن الدولة سيتضرر اذا لم يعاد الى الديار كل المخطوفين والمخطوفات. وذلك رغم الفهم الواضح بان الحديث يدور عن أخذ مخاطرة ستجبي باحتمالية عالية ثمنا باهظا بسبب التحرير بالجملة للمخربين. وعليه فينبغي الاستعداد بجدية للمفاوضات على المرحلة الثانية من الصفقة مع العلم أنها كفيلة بان تؤدي الى هدنة متواصلة. واضح تماما ان دولة إسرائيل لا يمكنها ان تسمح لنفسها بان تواصل منظمات وجيوش الإرهاب الجهادية تواجدها المسلح في قطاع غزة. ينبغي الاعتراف بحقيقة أن حماس ليست جسما دينيا متزمتا وخارجيا فرض نفسه على السكان، بل تعبير تنظيمي أصيل على اماني اغلبية اكثر من مليوني نسمة في القطاع. في الثقافة، في التطلعات وفي الأيديولوجيا حماس هي غزة وغزة هي حماس. لضمان امن مواطني دولة إسرائيل، وبخاصة سكان النقب الغربي، ثمة حاجة للصياغة بتعابير عملية وواضحة ما هي المطالب بالنسبة لوقف الحرب. اصطلاحات مثل “تقويض حماس” و “نصر مطلق” هي اصطلاحات غامضة من مجال الادب والشعر وليست مطالب تضعها حكومة مسؤولة على عدو أيديولوجي وحشي.
إسرائيل لا يمكنها أن تقتل وعلى ما يبدو أيضا لن تنجح في أن تطرد آخر رجال حماس بمسؤوليها لكنها يمكنها أن تطلب ان يكون قطاع غزة مجردا من كل بنى الإرهاب التحتية بما في ذلك الانفاق، منصات اطلاق الصواريخ، قاذفات الهاون والعبوات الناسفة. اذا لم يتوفر جسم دولي يفرض هذا، فسيتعين على الجيش الإسرائيلي أن يفعل هذا بنفسه، حتى لو استغرق هذا اكثر من سنة. 
طلب عملي ثانٍ هو الا تكون حماس في الحكم في غزة. في هذا الشأن لا تحتاج إسرائيل لان تجتهد كثيرا. فقد أعلنت حماس منذ الان عدة مرات، بما في ذلك في الآونة الأخيرة بانها لا تريد أن تحكم القطاع مدنيا بل ان تبقى فيه كجسم سياسي مسلح على نمط حزب الله. العمل بدون عبء تلبية الاحتياجات والتخفيف من ازمة السكان لكن مواصلة الوجود كجسم “مقاوم”. على إسرائيل أن ترحب بتنازل حماس عن الحكم لكن ان تعارض كل شكل مسلح ترغب في أن تحتفظ به بموافقة ضمنية من الاسرة الدولية. 
هذان المطلبان – تخلي حماس عن السيطرة المادية – المدنية وتجريد القطاع – يجب أن يكونا في قلب الموقف الإسرائيلي قبيل المرحلة الثانية. وهما بلا شك سيكونان مقبولين من الإدارة الامريكية للرئيس الوافد دونالد ترامب والاسرة الدولية هي الأخرى لا يمكنها أن تعارض طلب إسرائيل تجريد القطاع من السلاح. 
وأخيرا، بعد الساعات الصادمة التي مرت على مواطني إسرائيل في ترقب ممزق للاعصاب لتحرير النساء الثلاثة ينبغي الطلب من حماس الا يتم تحرير المخطوفين التالين في قلب جمهور معربد. لقد استخدمت حماس تحرير الثلاثة كفرصة لاجراء استعراض للقوة – بالمناسبة غير مبهر على نحو خاص – في مدينة غزة. كان هناك فقط بضع عشرات من المسلحين ويبدو انهم لم يكونوا منظمين وبقيادة كما ينبغي، ما شكل خطرا على حياة المخطوفات الاسرائيليات. هذا طلب يجب طرحه على الوسطاء كي يطرحوه على حماس والصليب الأحمر: نقل المخطوفين والمخطوفات يجب أن يتم في مكان خفي وليس في قلب جمهور معربد. في هذه الساعات الفرحة من تحريرهن محظور أن نقول شكرا للأشخاص الذين يفضلهم عادت البنات الى حدودهن. لجنود الجيش الإسرائيلي الذين بدون قتالهم العنيد وبطولتهم، ما كانت اضطرت حماس لان توافق على منحى الحل الوسط وليس اقل من ذلك أولئك الذين خلف الكواليس – رجال الشباك، الموساد ورئيسي هذين الجهازين دادي برنياع ورونين بار واللواء احتياط نيسان الون الذي لولا عمله المتفاني ليس فقط ما كان يمكن تحرير المخطوفين بل كان الكثيرون منهم سيلقون حتفهم في اثناء المعارك. هؤلاء الأشخاص المتواضعون جديرون بشكر عظيم.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023