نحن لن نهزم حماس، المخطوفون والجنود سيموتون، هذه فقط البداية اذا لم نعارض

بقلم: جنرال وخبير عسكري اسحق بريك

المصدر: هآرتس  


 عندما صادق الكابنت بالاجماع على خطة توسيع عمليات الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة، تثور من تلقاء نفسها اسئلة مصيرية بشأن النتائج البائسة المتوقعة من مواصلة الحرب:

 المخطوفون الاحياء يمكن أن يموتوا في الانفاق.

 الكثير من المقاتلين سيقتلون، وآخرون سيصابون اصابات بالغة، وحملات الجنازات كما تعودنا عليها في السنة والنصف الاخيرة ستتواصل.

 نحن لن نهزم حماس لأنه لا يمكن للجيش الآن هزيمتها. سنفقد في العالم ايضا الذين ما زالوا يعتقدون أن الجيش الاسرائيلي جيش قوي. سنخرج من الحرب مع الشعور بالاهانة والخسارة، “مع الذيل بين الارجل”، كما خرج الجيش الامريكي من فيتنام وافغانستان، سنفقد ما تبقى من الردع.

ازاء الفشل سيرفع ررؤوسهم، بدرجة كبيرة، كل من الحوثيين، الايرانيين، الاتراك، السوريين، حزب الله وحماس، ونحن سنصبح في حرب استنزاف تخرب الدولة.

 نحن سنفقد علاقاتنا مع معظم دول العالم، التي ستواصل اتهامنا بارتكاب جرائم حرب.

 سنفقد قدرتنا الاقتصادية ولن تكون لدينا الاموال لترميم الجيش وزيادته ازاء التهديد المتزايد من كل الجهات، لن تكون اموال لترميم المستوطنات في الشمال وفي الجنوب، التي معظم سكانها لم يعودوا حتى الآن الى بيوتهم. ايضا جهاز التعليم وجهاز الصحة ستواصل الانهيار، والاشخاص الممتازين سيهربون من البلاد.  

في ضعفنا ايضا الرئيس الامريكي دونالد ترامب سيفقد الاهتمام بنا، كما يحدث الآن. والاخطر من ذلك هو أن من سيستبدله ربما سيأتي من الحزب الديمقراطي، وسيتنكر لاسرائيل، ويمكن أن يوقف المساعدات لها.

 الانفجار الاجتماعي في اسرائيل سيرتفع درجة، والمناعة الوطنية ستتحطم، وبين الوضع الاجتماعي السيء القائم وبين الحرب الاهلية ستكون فقط خطوة.  

 كل ذلك يتوقع أن يحدث لأن زعماءنا غير عقلانيين، البعض منهم مسيحانيون، مقطوعون عن الواقع، ويستخدمون الجيش كاداة لخدمة المصالح الضيقة للحكومة، وعلى حساب امن الدولة.  

 لسوء حظنا يقف الآن على رأس الجيش رئيس اركان ضعيف ينفذ الاوامر، وليست لديه الشجاعة لابلاغهم بالحقيقة وشرح لهم الوضع الحقيقي المتهالك للجيش الذي يواصل التفكك. لا يمكنه طلب من المستوى السياسي وقف القتال لأنه لا يوجد له هدف، والانتقال على الفور الى ترميم الدولة والجيش ازاء التهديد الخطير على وجودنا، الذي هو اضعاف تهديد حماس.  

نحن شعب من الاغبياء. يقومون باساءة استغلالنا. ونحن لا نعرف كيفية التصميم على مواقفنا. لا تتخيلوا أن التغيير سيأتي من أعلى. فقط اذا هب شعب يحب الحياة (بعد اقامته لدولة مزدهرة بعد آلاف السنين في الشتات)، وخرج الى الشوارع فسيأتي التغيير. فقط خروج الملايين الى الشوارع واستبدال الحكم هي التي يمكن أن تنقذنا من التهديد الداخلي الوجودي الذي نعيش فيه الآن.  

 لا يهم أي نظام حكم (يمين، وسط، يسار، أو حكومة طواريء وطنية) سيتم انتخابه من اجل استبدال المجموعة الحالمة التي تدير الدولة الآن. لأن أي حكم ديمقراطي سيكون افضل منها.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023