نفق خانيونس وما خفي أعظم
بقلم ناصر ناصر
21-10-2020
اختار الناطقون باسم الاحتلال التركيز على جوانب الإنجاز التكتيكي والمحدود -على كل حال – والذي تلخّص باكتشاف قوات جيش الاحتلال نفق قرب خانيونس يمتد عشرات الأمتار -وفق مصادر الاحتلال الى خارج حدود غزة غير المعترف فيها فلسطينياً ، فغزة ممتدة في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 ، معتبرين ذلك إنجازاً كبيراً حققه الجدار تحت الأرضي الذي كلف اسرائيل مليارات الشواكل للقضاء على أنفاق المقاومة.
وتجاهل الاحتلال وعوده السابقة بإنهاء ظاهرة الأنفاق حتى نهاية العام 2018 ، كما تجاهل المعاني الاستراتيجية والسياسية باصرار المقاومة على عدم التنازل عن سلاح الأنفاق .
إنّ قيام المقاومة بحفر نفق اعترف الاحتلال أنه اخترق الحدود الزائفة مقترباً من الجدار تحت الأرضي وكأنه يريد أن يتحداهم أو يتجاوزه أو يقضي عليه من خلال إحباط أهدافه المعلنة بنزع سلاح الأنفاق الهجومية من المقاومة ، وعلى الأقل إبقائه تحت سيف النفق المرفوع وكأنها رسالة من المقاومة أننا وجدنا أو في طريقنا الى إيجاد حلول لأسطورتكم المتوحشة المسماة بالجدار تحت الأرضي ، ومن يعرف كم نفق آخر لم ينجح الاحتلال في اكتشافه ؟؟ فتجربة الجميع مع المقاومة أنها تفاجىء وأحياناً قد تسبق جيش ال أف 35 بخطوات قد تكون بسيطة لكنها تستطيع تحييد قدراته على استخدام أقوى ما يملكه من آلة الفتك والقهر الأمريكية المدعومة بأموال زعماء التطبيع في الخليج .
من جهة أخرى فقد أظهر حرص المقاومة على بناء الأنفاق الهجومية والأنفاق الداخلية "غزة تحت الأرض " ، ومن ثم استمرار إطلاق الصواريخ وما يرافق ذلك من محاولات سياسية ودبلوماسية للتوصل لتفاهمات تحفظ للمقاومة ولغزة قدراتها على الصمود والثبات عسكرياً ومعنوياً واقتصادياً وسياسياً رغم كل المؤامرات الدولية والإقليمية والتسابق نحو التطبيع مع الاحتلال ، كل هذا يظهر أن مشروع المقاومة ما زال يعمل ويستعد للمواجهة المحتملة القادمة .
انّ الفشل السياسي والاستراتيجي للاحتلال الاسرائيلي على ما يملكه من قدرات ويحظى به من دعم دولي وعربي في مواجهة غزة والقضاء على مقاومتها الباسلة رغم سعيه وإعلانه عن اصراره على تنفيذ ذلك بشتى السبل العسكرية والاقتصادية ومحاولة إثارة الفتن الداخلية ، لن يغطيه إنجاز احتلالي تكتيكي هنا أو هناك ، ولن يجد له تبريراً في تصريحات وزير الدفاع الاسرائيلي غانتس صباح اليوم وقبل ذلك ، وبإنهم لا يريدون من غزة إلا الهدوء "أي الرضا " بالاحتلال والحصار ،والهدوء والأمن ، وإعادة الجنود والأسرى الاسرائيليين "وفق شروطهم " العنجهية ، ومن البديهي القول ان فشل اسرائيل هو نجاح لفلسطين وعلى رأسها غزة الباسلة