تقرير سري أمريكي يفضح جرائم الحرب "الإسرائيلية" ... وواشنطن تلتزم الصمت

كشفت صحيفة الواشنطن بوست عن تقريرٍ سريٍ لمكتب المفتش العام لوزارة الخارجية الأمريكية حيث حمل التقرير العديد من الانتهاكات العسكرية "الاسرائيلية" التي ترقى لجرائم حربٍ عسكرية ضد المدنيين الفلسطينيين في كلٍ من الضفة الغربيةوقطاع غزة، حيث احتوى التقرير على أمثلةٍ حية من حرب طوفان الأقصى التي استمرت قرابة العامين (7 أكتوبر 2023 – 10 أكتوبر 2025) كاستهداف الطيران "الاسرائيلي" لسيارة عمال المطبخ الأمريكي خلال شهر ابريل 2024.

كما ذكر استهداف الطيران الحربي "الاسرائيلي" لعشرات المدنيين الفلسطينيين المجتمعين حول شاحنات المساعدات الانسانية ما أدى لاستشهاد بعضهم وإصابة البعض الآخر، كما ذكر التقرير قتل الاحتلال "الاسرائيلي" لفلسطيني يحمل الجنسية الأمريكية في الضفة الغربية دون تهمةٍ حقيقيةٍ موجهةٍ له، وكان قد تم انجاز التقرير قبيل وقف اطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال "الاسرائيلي" بأيامٍ قليلة.

وعلى الرغم من صدور التقرير من مكتب المفتش العام للخارجية الأمريكية، إلا أن الصمت الأمريكي كان سيد الموقف، فلم تتحدث الحكومة الأمريكية عن صحة أو بطلان التقرير كما هي السياسة الأمريكية منذ قدوم ترمب للبيت الأبيض كرئيسٍ للولايات المتحدة للدورة الثانية على التوالي.

وعلى الرغم من إمكانية تأثير التقرير على القرارات الأمريكية إلا أن ذلك يبقى مستبعدًا في الوقت الراهن لطول الفترة التي يحتاجها الأمريكيون للتحقق من صحة الدلائل والبراهين التي اعتمد عليها التقرير، رغم أن قانون ليهي الأمريكي يعمل على دعم موقف الحكومة الأمريكية بتحديد أو وقف المساعدات العسكرية للجيوش الأجنبية المرتكبة لجرائم حرب ضد الانسانية والتي تتلقى مساعداتٍ أمريكية.

حيث تم استدعاء القانون -ليهي- خلال فترة الرئيس الأمريكي السابق (جو بايدن) لكن قرار الدولة الأمريكية العميقة كان الطاغي على قرار الحكومة الأمريكية برئاسة بايدن، لتستمر المساعدات الأمريكية في سيرها تجاه الاحتلال "الاسرائيلي" دون توقف، فيما جاء اختيار توقيت نشر التقرير بعنايةٍ فائقة حيث انتشر بعد دخول وقف اطلاق النار لحيز التنفيذ في غزة، ما يحدّ من إمكانية توظيفه في تسريع مسار وقف الحرب من خلال استثمار المقاومة له كورقة رابحة خلال عملية المفاوضات.

وبالإضافة لما سبق إلا أن الاستفادة من ذلك التقرير حاليًا لا يمكن أن تكون معدومة بل يمكن توظيفها في إدانة الاحتلال "الاسرائيلي" من خلال المحاكم الدولية ونبذ جنوده وقادتهم خلال زياراتهم المتكررة بهدف السياحة في العديد من الدول الاسلامية والأوروبية والولايات المتحدة وغيرها، حيث يشكل ذلك ضغطًا نفسيًا على المجتمع "الاسرائيلي" برمته فتنطفئ جذوة القتال لديهم من خلال تثبيط الدافعية لدى الأسر "الاسرائيلية" الدافعة لأبناءها للقتال العسكري ضد الشعب الفلسطيني.

كما يمكن استثمار التقرير في تأليب رأي الشارع الأمريكي والأوروبي الذي يتغنى بالقيم منذ نعومة أظفاره، خصوصًا في ظل الحكومة الأمريكية المتطرفة فمن وزير الدفاع الأمريكي لوزير الخارجية الأمريكية مارك روبيو الذي لم ينفك عن سياسة الدعم المطلق ل "اسرائيل" مذ كان عضوًا في الكونغرس الأمريكي وحتى وصول في حكومة ترمب الحالية ليكون رأس الدبلوماسية الأمريكية، حيث يبقى التقرير رغم الصمت الرسمي الأمريكي وثيقة إدانة أخلاقية وسياسية قد تشكّل مستقبلًا مادة قانونية ضد جرائم الحرب "الإسرائيلية"، كاشفةً ازدواجية المعايير في السياسة الأمريكية.



جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025