الاتفاق التاريخي بين ولي العهد السعودي وترامب – والإنذار السعودي

معاريف
​​​​​​​
سيستضيف رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في البيت الأبيض للتوقيع على اتفاقية دفاع بين البلدين. وبينما يسعى ترامب إلى انضمام السعودية إلى اتفاقات أبراهام، يؤكد السعوديون أنه لا يمكن الحديث عن ذلك من دون خارطة طريق واضحة لإقامة دولة فلسطينية، وفقًا لما نقلته وكالة “رويترز”.

تحدث ترامب كثيرًا عن احتمالات انضمام السعودية إلى الاتفاقات الموقعة عام 2020، وقال الشهر الماضي إنه يأمل أن يحدث ذلك “قريبًا جدًا”. ومع ذلك، أفاد مصدران من الخليج تحدثا إلى “رويترز” بأن الرياض أوضحت لواشنطن عبر قنوات دبلوماسية أن موقفها لم يتغير.

تسعى السعودية لتجنّب أي سوء فهم دبلوماسي خلال المحادثات وتؤكد على ضرورة التنسيق الكامل قبل أي تصريحات علنية. ورأى جوناثان بانكوف، وهو مسؤول سابق في الاستخبارات الوطنية الأميركية، أن ابن سلمان “لن يدفع نحو التطبيع في المستقبل القريب ما لم يكن هناك مسار موثوق نحو دولة فلسطينية”.

شروط السعودية
قالت مسؤولة في وزارة الخارجية السعودية، منال ردوان، إن أي تقدم نحو التطبيع مشروط بانسحاب إسرائيلي واضح من غزة، ونشر قوة دفاع دولية، وعودة السلطة الفلسطينية إلى السيطرة على القطاع تمهيدًا لإقامة دولة فلسطينية. وبالنظر إلى معارضة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشديدة لإقامة دولة فلسطينية، لا ترى الرياض إمكانية فورية لتحقيق مطلب ترامب.

التركيز على التعاون الأمني:
بسبب التعقيدات الحالية، من المتوقع أن تتركز القمة على التعاون الأمني والاستثمارات. ووفقًا للتقارير، سيوقع الجانبان اتفاقية دفاع، لكنها ستكون نسخة محدودة من التحالف الشامل على غرار حلف الناتو، الذي كانت السعودية قد طلبته في السابق مقابل التطبيع. وأشارت مصادر خليجية وغربية إلى أن الاتفاق لا يتطلب مصادقة الكونغرس، وهو مستند بشكل فضفاض إلى التفاهم القائم مع قطر. كما سيشمل توسيع التعاون في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والدفاع، وتسريع مبيعات الأسلحة الأميركية للمملكة، إلى جانب فرض قيود على علاقات الرياض العسكرية-الصناعية مع الصين.
الخلفية السياسية:
الربط المعقد بين اتفاقية الدفاع، والتطبيع، وإقامة الدولة الفلسطينية دفع واشنطن والرياض إلى الاكتفاء باتفاق محدود. وأوضح عبد العزيز السّاغر، رئيس مركز أبحاث سعودي، أن “المفاوضات السعودية-الأميركية شهدت تحولًا جوهريًا في سياقها بعد التطورات في غزة”، مضيفًا أنه رغم بقاء ارتباطها بفكرة التطبيع، فإن الرياض تطالب اليوم بأن تُلبّى احتياجاتها الأمنية الوطنية بمعزل عن تلك المسألة.
*الأبعاد الإقليمية
بالنسبة للسعودية، مهد الإسلام والمسؤولة عن أقدس موقعين فيه، فإن الاعتراف بإسرائيل مسألة أمن قومي حساسة للغاية. وقد ازداد الموقف تعقيدًا منذ اندلاع الحرب في غزة في أعقاب هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، إذ تصاعد انعدام الثقة الشعبي في العالم العربي تجاه إسرائيل، ما جعل اتخاذ خطوة كهذه أكثر صعوبة.

*إيران في الصورة:
في موازاة ذلك، يُنظر إلى التهديد الإيراني – الذي كان الدافع الرئيس وراء سعي الرياض إلى ضمانات أميركية – على أنه تراجع نسبيًا بعد الضربات التي تلقتها طهران ووكلاؤها، بمن فيهم حزب الله وحماس والحوثيون. وستكون زيارة ولي العهد إلى واشنطن الأولى له منذ مقتل الصحافي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025