هل فعلا الحوسبة الكمية ستدفع كل شيء إلى الأمام؟

TheMarker
ارتفاع بنسبة 1,900%: الاستثمار المثير (أو الفقاعة) بعد الذكاء الاصطناعي

بلومبرغ – TheMarker

شركات الحوسبة الكمية ترتفع بقيمتها وتصل إلى أكثر من 10 مليارات دولار رغم أن إيراداتها منخفضة جداً. المتفائلون يرون أن "الحوسبة الكمية ستدفع كل شيء نحو الأمام"، بينما المتشائمون يرون أنها فقاعة ويقومون ببيع على المكشوف.

حتى الآن، منتجات شركات مثل Rigetti Computing وD-Wave Quantum لديها تطبيقات قليلة جداً في الواقع. تحرق هذه الشركات الأموال ولا يُتوقع أن تحقق دخلاً كبيراً قريباً. رغم ذلك، حماس المستثمرين يرتفع بقوة.

التوقع بأن هذه التكنولوجيا ستكون "القفزة المقبلة" دفع أسهم الشركات للصعود بأكثر من 1,900% خلال عام واحد، متفوقة حتى على أسهم شركات الذكاء الاصطناعي المشهورة. كل شركة منها أصبحت بقيمة تتجاوز 10 مليارات دولار، أي أعلى من قيمة شركات غذاء كبيرة رغم أن إيراداتها أقل من 1%.

هذا هو عالم الاستثمار في الحوسبة الكمية، حيث توجد أكثر القطاعات جدلاً ومضاربة. الشركات تسابق الزمن نحو نوع جديد من الحواسيب أقوى بكثير من الحواسيب التقليدية.

المستثمرون المتفائلون يعتقدون أن الاختراقات القادمة ستجعل هذه الحواسيب قادرة على معالجة مشاكل كبيرة مثل علاج الأمراض ومواجهة أزمة المناخ. المتشائمون يرون فقاعة مبنية على أحلام قد تنفجر بمجرد عودة الأساسيات الاقتصادية للسطح.

محلل مالي يقول: إذا نجح الأمر، ستكون النتائج ضخمة. وإذا لم ينجح، قد تهبط الشركات إلى الصفر.

يشبه الاستثمار في هذا القطاع الاستثمار في التكنولوجيا الحيوية، حيث ينتظر المستثمرون سنوات لتحقيق نتائج. الفرق أن الحوسبة الكمية ما زالت في مرحلة نظرية. الجميع تقريباً يتفق على إمكاناتها، لكن لا أحد قادر على الجزم بقرب تحقيقها. مدير شركة شهيرة في مجال الشرائح قال إن النتائج الحقيقية قد لا تظهر إلا بعد عشرات السنين.

الاهتمام في المجال يزداد. الإدارة الأمريكية الحالية دعمت الاستثمار في الحوسبة الكمية. شركات كبرى دخلت التمويل مثل Fidelity التي رفعت قيمة إحدى الشركات الناشئة إلى 10 مليارات دولار.

الحوسبة الكمية تعمل بطريقة مختلفة: الحسابات تتم بالتوازي، وليس بالتتابع، ما يسمح بمعالجة كمية هائلة من البيانات. شركة تقنية كبيرة نشرت العام الماضي أنها حلت مشكلة معقدة خلال خمس دقائق فقط بينما يحتاج أقوى حاسوب تقليدي إلى 10 سبتيلليون سنة لحلها.

هذه الإمكانات جذبت المستثمرين الذين لا يريدون تفويت "الثورة الكبرى المقبلة". حتى الشركات العملاقة استفادت من الحماس؛ خبر صغير عن تقدم في شرائح الحوسبة الكمية رفع قيمة إحدى الشركات بمليارات الدولارات خلال دقائق.

لكن هناك إشارات تحذيرية. محللون يرون أن ارتفاع الأسهم رغم عدم وجود أرباح ملموسة يشبه سلوك الفقاعات. مدير صندوق استثماري وصف الوضع بأنه "جنوني"، وأنه لا توجد أرباح تدعم هذه القيم.

محلل آخر قال إنه تلقى رسائل غاضبة عندما رفع تقييمه لإحدى الشركات من 20 إلى 50 دولاراً. ورغم ذلك، انخفض سعر السهم لاحقاً بنسبة 34% من أعلى مستوى سجله، وخسرت الشركات معاً ما يقارب 12 مليار دولار من قيمتها.

شركة مثل Rigetti يتوقع لها تحقيق 20 مليون دولار إيرادات فقط خلال العام القادم، بينما يتم تقييمها بأكثر من 500 ضعف هذه الإيرادات. بالمقارنة، الشركات الكبرى في التقنية يتم تقييمها بـ6 إلى 70 ضعف الإيرادات فقط.

لتبرير قيمتها الحالية، تحتاج الشركة إلى تحقيق أكثر من 600 مليون دولار سنوياً، أي أضعاف توقعات المحللين التي تشير إلى 40 مليون دولار فقط بحلول 2027.

ورغم هذه المؤشرات، لا يزال المحللون المتخصصون ينصحون بالشراء. معظمهم متفائلون بأن السوق سيستقر وأن الحوسبة الكمية ستصبح واقعاً اقتصادياً في المستقبل.

لكن حتى المتفائلين يعترفون بأن الطريق طويل والتقلبات ستكون كبيرة، وأن القطاع لن يفلت من أي هبوط عام في الأسواق المالية.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025