(طه، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى.)

وليد الهودلي

كاتب وأديب فلسطيني

(طه، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى.)

بقلم/ وليد الهودلي

حالةُ البشريةِ الشقيةِ في هذه الأيام خيرُ شاهدٍ على حاجتها الماسّة إلى القرآن.
القرآن أعظمُ كتابٍ للإصلاح، ومنهجُ حياةٍ متكامل، وثورةٌ في وجه الفساد والظلم والطغيان.

القرآنُ يحقق سعادةَ الإنسان، ولا يمكن أن تتحقق حياةُ القرآن العظيمة إلا بالأخذ به جملةً وتفصيلًا.
فكما هو منهجٌ تربويٌّ وأخلاقيٌّ، هو كذلك منهجٌ اقتصاديٌّ وسياسيٌّ واجتماعيّ.
اليوم يأخذ كثيرٌ من الناس بالقرآن فيُصلح لهم بعضَ الجوانب في نفوسهم، وفي الوقت ذاته لا يُفعَّل في ميدان السياسة والاقتصاد بما يحقق السعادة المرجوّة.
لذلك فإننا نرى حالةَ الشقاء التي بتنا فيها: حاكمٌ فاسدٌ يقود القطيعَ من الناس.
البشريةُ اليومَ يتحقق فيها الشقاءُ بلا حدود.
قادت الحضارةُ الغربيةُ هذا المسار، فأرست قواعدَ الظلمِ والاستبداد، ومارست الاستعمارَ العسكريَّ المباشر.
ولمّا ثارت عليها الشعوب، خرجت من الباب وعادت من النافذة، تمارس أبشعَ أنواع السيطرة السياسية ونهبَ الخيرات والثروات.
#غزةُ #والطوفانُ كشفا حجمَ الشقاء الذي تعاني منه الدولُ العربيةُ والإسلامية؛
حكامٌ طواغيتُ مستَحمرون لقوى الاستبداد، يُذلّون رقابَ شعوبهم، ويُحيلونهم عبيدًا مُسخَّرين، ويُذيقونهم كلَّ أنواع الشقاء.
في حين أن القرآن الذي يقرؤونه في رمضان قادرٌ على تحريرهم وتحقيق سيادتهم وكرامتهم، لأنه يصنع الإنسانَ غير القابل للتبعية أو الهوان أو الرضوخ لأقوى أشكال الاستعمار.
قال تعالى: (فاعلم أنه لا إله إلا الله)،
منها تبدأُ مسيرةُ التحرير والاستقلال، ثم النهضة على هذا الأساس:
(كي لا يكون دُولةً بين الأغنياء منكم).

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025