أمير بوخبوط
يؤكد الجيش الإسرائيلي أن هناك قادة كباراً فشلوا، وأن رئيس الأركان يعتزم اتخاذ إجراءات مهنية بحقهم. وقد أشارت نتائج لجنة تورجمان إلى وجود إخفاقات مؤسساتية، وضعف في الإنذار، وثقافة تنظيمية معيبة، وأوصت رئيس الأركان باستخلاص استنتاجات شخصية. في صلب الانتقادات: سلاح الجو وشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان).
قدّم اللواء المتقاعد سامي تورجمان اليوم (الاثنين) على مدى خمس ساعات أمام هيئة الأركان العامة نتائج لجنة تورجمان، التي فحصت جودة التحقيق الذي أجراه الجيش حول أحداث 7 أكتوبر. وُصفت النتائج منذ البداية بأنها “إخفاقات جسيمة”، مع التركيز على الثقافة التنظيمية، وأوجه القصور الاستخباراتية، والإنذار، والدفاع الحدودي.
وعند سؤال الجيش عن مصير القادة الكبار على ضوء النتائج، قيل إن هناك قادة فشلوا، وإن رئيس الأركان يعتزم اتخاذ إجراءات مهنية بحقهم. ويُذكر أن بؤرة الاهتمام هي سلاح الجو وشعبة الاستخبارات، حيث لا يزال على رئيس الأركان، أيال زمير، أن يقرر مصير قائد الشعبة، اللواء شلومي بيندر.
تشير النتائج إلى أن هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي فشلت في تقييم التهديد على مدى خمس سنوات. وأوصت اللجنة بفتح تحقيق متعدد التخصصات يشمل مستويات أخرى غير الجيش، رغم أن المصادر العسكرية تجنبت استخدام مصطلح “لجنة تحقيق رسمية”.
خلال ولاية رئيس الأركان السابق هرتسي هليفي، أجريت 25 مراجعة داخلية تناولت أربعة محاور رئيسية: تطور العقيدة تجاه غزة منذ 2018، المعلومات الاستخباراتية وتقدير نوايا العدو (2018–2023)، عملية اتخاذ القرار ليلة 6–7 أكتوبر، وأخيراً أحداث 7 أكتوبر نفسها.
أوضحت اللجنة أن التكامل بين المخابرات العسكرية وجهاز الشاباك لم يُفحص بشكل كافٍ، وأن بعض من أجروا التحقيقات لم يمتلكوا الكفاءة المطلوبة لذلك. كما لم يتم التحقيق في تجاهل المعلومات المتعلقة بخطة “سور أريحا”، أو في التنسيق بين الشرطة والجيش والشاباك.
اللجنة منحت التحقيقات ثلاثة ألوان:
* الأخضر: يمكن تبني نتائجه.
* البرتقالي: جمع معلومات جيدة لكن تنقصه فصول.
* الأحمر: تحقيق غير كافٍ أو ضعيف لا يفسر سبب المفاجأة في الحرب.
وقد صُنِّف المستوى الاستراتيجي المؤسسي بالأحمر (عقيدة الدفاع في غزة، الجدار، الدفاع المدني، القيادة الجنوبية). وصُنِّف التخطيط العملياتي العام بالأحمر كذلك، كما وُصف مسار اتخاذ القرار ليلة 6–7 أكتوبر بالأحمر. أما تحقيق المخابرات لتلك الليلة فحصل على اللون الأخضر.
تم تصنيف تحقيق هيئة التكنولوجيا واللوجستيات بالأخضر، وتحقيق قيادة الجنوب بالبرتقالي، ووحدة 8200 بالبرتقالي، وفرقة غزة بالبرتقالي، واستخبارات القيادة الجنوبية بالأخضر.
في مجال المخابرات العسكرية، اعتبرت اللجنة أن هناك “فشلاً ذريعاً” في التحذير، وجمع المعلومات، والتحليل. حماس انتقلت من حالة السلم إلى الطوارئ بدءاً من مساء الجمعة 6 أكتوبر الساعة التاسعة، وكان هناك وقت كافٍ للاستعداد أو لعرقلة العملية.
في قيادة الجنوب، فُشل في حماية المدنيين، وفي بناء خطة عملياتية، وفي التعامل مع خطة “سور أريحا”. أما في فرقة غزة، فكانت التقديرات غير سليمة. وبعد ثلاثة أيام فقط، أُقيم “مهرجان نوفا” بمشاركة 3,500 مدني، دون تقييم مشترك للمخاطر بين الجيش والشرطة.
أما في سلاح الجو، فقد أشير إلى فشل في حماية الأجواء المنخفضة داخل إسرائيل. قائد السلاح علم بالمعلومات الساعة 05:20 لكنه لم يُدعَ إلى تقييم موقف. كذلك فشل سلاح البحرية في تقدير الموقف وحماية السواحل.
ذكرت اللجنة أن أحد أسباب عدم تعزيز القوات كان “الخوف من كشف مصادر استخباراتية”. وخلصت إلى أن أسباب الفشل تعود إلى إخفاقات مفاهيمية، استخباراتية، وثقافية، وسوء اتخاذ القرار، وتجاهل خطة “سور أريحا”.
منذ يناير 2018 تلقى الجيش معلومات حول نية حماس تنفيذ هجوم على الجبهة الداخلية (“سور أريحا”)، وفي 2022 حصل على الخطة الكاملة دون أن يتخذ إجراءات. وقد عرف قادة كبار مثل توليدانو، فنكلمن، وروزنفلد بالخطة لكنهم لم يتصرفوا وفقاً لها.
أكدت اللجنة أنه لو تم رفع مستوى الإنذار في تلك الليلة، لكان بالإمكان الاستعداد، لكن لم يوجد طرف واحد جمع كل المعطيات. وأوضح رئيس الأركان أنه لم تكن هناك نية سيئة وراء الإخفاقات، فيما شددت لجنة تورجمان على ضرورة اتخاذ إجراءات شخصية ضد المسؤولين.
رغم الدعوات العامة لتشكيل لجنة تحقيق رسمية، خلص التقرير إلى أن الفشل أولاً وقبل كل شيء هو فشل الجيش الإسرائيلي نفسه.
كما أُشير إلى أن الجيش أصدر قبل الحرب تحذيراً استراتيجياً يفيد بأن أعداء إسرائيل يرون في الانقسام المجتمعي نقطة ضعف، لكنه لم يستعد لذلك. وأكدت المصادر أن مجرد معرفة خطة “سور أريحا” كان ينبغي أن يثير صدمة في المؤسسة العسكرية.
الجيش أكد أن بعض القادة فشلوا، وأن رئيس الأركان سيجري عمليات مهنية لمعالجة ذلك.