إتفاق غزة بين التفاؤل والخوف من الانهيار..

خشية مسؤولين أميركيين من انهيار الاتفاق بين إسرائيل وحماس | 

عيدان كويلر

وفقًا لوثائق كشفها موقع "بوليتيكو"، الشركاء الأميركيون يعبرون عن قلق بشأن مستقبل الاتفاق الذي توسّطوا فيه بين إسرائيل وغزة. بينما يصرّ مسؤولون أميركيون على بث صورة متفائلة، فإن الانتقال من المرحلة الأولى إلى الثانية في الخطة يُعدّ نقطة فشل حرجة تثير القلق لدى عدد من المسؤولين.

الوثائق الداخلية التي وصلت إلى "بوليتيكو" تكشف عن مخاوف متزايدة في إدارة ترامب من احتمال انهيار الاتفاق بين إسرائيل وحماس بسبب صعوبة تنفيذ معظم البنود الأساسية فيه. الوثائق عُرضت الشهر الماضي أمام مسؤولين من وزارة الخارجية والدفاع الأميركية خلال مؤتمر استمر يومين في مقرّ بمدينة كريات غات. وهي تكشف فجوة عميقة بين الخطاب المتفائل للبيت الأبيض وبين الواقع الميداني.

أحد المحاور المركزية في الوثائق هو الشك في القدرة على نشر القوة الدولية المكلّفة بحفظ النظام في القطاع، المسماة "قوة الاستقرار الدولية" (ISF). تظهر في إحدى الشرائح المعروضة إشارة استفهام بين المرحلة الأولى والثانية من خطة السلام، ما يعكس عدم اليقين حول إمكانية الانتقال للمرحلة التالية.

الوثائق تتكون من 67 شريحة أعدّها مسؤولون أميركيون ودوليون، وتشمل أيضًا موادًا من معهد توني بلير المتخصص بتحليل الوضع في غزة. تصف الوثائق وجود "فراغ حكومي"، عدم وجود شريك فلسطيني شرعي، ومؤسسات غير مفعّلة مثل "مجلس السلام" الذي يُفترض به مراقبة تنفيذ الاتفاق. كما تشير التقارير إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يسيطر على نحو 53% من قطاع غزة، بينما تملأ حركة حماس الفراغ الأمني محليًا عبر فرض القوة.

الانتقال بين المرحلة الأولى والثانية يبقى موضع شك.

ردّ الإدارة الأميركية على تقرير "بوليتيكو" جاء بوصفه "جهلًا كاملًا بعمل السلام". وقد أكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية أن مئات الأفكار والمقترحات تدفقت منذ إعلان الرئيس ترامب عن خطة النقاط العشرين، وأن الإدارة ملتزمة بتنفيذ الخطة والحفاظ على وقف إطلاق النار.

مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية أقرّوا بأن التعقيدات البيروقراطية، غياب شريك فلسطيني منظم، والحاجة لمشاركة أميركية طويلة الأمد في غزة، تضع علامات استفهام كبيرة حول إمكانية استمرار الخطة. أحد المشاركين في المؤتمر قال: "لا توجد خطة حقيقية لتنفيذ الاتفاق. الجميع يتحدث من ارتفاع 40 ألف قدم — لا أحد ينزل للتفاصيل".

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025