اشتباكات كورونا في غزة
بقلم/ ناصر ناصر
3-4-2020
أكدت تصريحات قائد حـماس في غزة أمس حول احتمالية وقوع حرب أو جولة تصعيد جديدة بمبادرة من الفصائل الفلسطينية بغزة في حالة عدم قدرة منظومات غزة الصحية على مواجهة وباء الكورونا بسبب الحصار الخانق، وأكدت تقديرات أمنية اسرائيلية سابقة بترجيح عودة حـ مـ ا س بإطلاق صواريخ والتصعيد على حدود القطاع، فهل أصبحت الجبهة الجنوبية ومسألة التصعيد والتهدئة خاضعة لفيروس الكورونا وتداعياته؟ وكيف أحكمت الفايروسات سيطرتها على المنطقة والعالم ؟
تبدو أسئلة الكورونا السياسية أكبر بكثير من تلك الصحية ، فقد تفعل الكورونا ما لم تنجح في فعله الصواريخ والقاذفات وكل أساليب النضال العسكري، فتجبر (اسرائيل) على الخضوع لمطالب المكافحين في غزة بالكامل في إطار المستلزمات الصحية والطبية، فهذا واضح، أما المحتمل والمعقول شريطة المزيد من الجدّ والإبداع فهو اضطرارها للخضوع لمطالب شرعية أخرى في مجال تخفيف الحصار واطلاق سراح الأسرى. ففرصة الكورونا حقيقية رغم محاولات بينت السخيفة والمكشوفة لاستخدامها سياسياً وتحديدا لإرضاء جمهوره القومي الديني المتطرف على شاكلة عائلة الضابط القاتل الأسير في غزة.
من الواضح أنّ مبادرة حـمـاس لصفقة محدودة يتم من خلالها إطلاق سراح أسرى كبار ومرضى ونساء مقابل تنازل جزئي قد يكون على شكل معلومات أو ما شابه ذلك، هي إدراك سليم لفرصة الكورونا أو بشكل آخر لمدى خطورة تفشي الوباء داخل السجون، مما يعّرض فئات من الأسرى لخطر الموت الحقيقي، فإن نجحت المبادرة فبها ونعمت وإن لم تنجح فقد أعذرت المقاومة وليس هذا هو المطلوب والمقصود وطنيًا وأخلاقيًا، بل استمرار وتصعيد وتطوير الضغط لإنجاح المبادرة وهذا هو الواجب والمفضل.
لا يمكن لدولة الاحتلال على الأرجح أن تسمح باندلاع جولة تصعيد جديدة مع غزة في ظل الكورونا وستبذل كل جهودها لتجنب ذلك، لذا فقد لا تتوفر فرصة كهذه لغزة المظلومة بأن تطالب وتصّر على أبسط حقوقها في فكّ الحصار والعيش بكرامة، والتوضيح للملأ أن التصعيد قادم مما سيضع الاحتلال (الابن المدلل للمنطقة والنظام العالمي) ولأول مرة بهذا الشكل بين مطرقة الصواريخ والملاجىء وسندان الكورونا.
وهكذا يعني الانتظار دون الاستمرار في المبادرة تردداً وتضييعاً للفرص "ادخلوا عليهم الباب".