الضحية لا تعجب بجلاديها
ضع لايك للاحتلال
ترجمة حضارات
من يريد معرفة كيف يظهر حوار بين ضباط المناطق في الشاباك وبين الفلسطينيين في الضفة ، يمكنه أن يبدأ بتصفح الفيسبوك .
في السنوات الأخيرة يقوم ضباط المناطق في الشاباك بتفعيل صفحات فيسبوك للفلسطينيين ، ماذا يمكن ان نفهم من تطور الديناميكا المكشوفة
هناك ؟
تحت هذه العناوين كتبت هيليل كوهين في موساف هآرتس الجمعة 31-7 مضيفة : في صيف 2016 افتتح جهاز الأمن العام الاسرائيلي الشاباك صفحة فيسبوك باللغة العربية بعنوان " بدنا نعيش " ، وهي كلمة يرددها ( سكان المناطق ) الذين ملوا من النضال والكفاح ضد اسرائيل ، ويركزون جهودهم بتوفير الطعام لأبنائهم ، هذه اذن رسالة جوهرية في صفحة الفيسبوك التابعة للشاباك وهي " من الأفضل لكم العمل لتحسين مستوى حياتكم ، بدلا من الاهتمام بالسياسة " .
بعد سنتين انضم لهذا النشاط ضباط المناطق من الشاباك " الكباتنة " من قطاع غزة في الجنوب حتى منطقة جنين في الشمال ، وقاموا بافتتاح صفحات شخصية لهم ، وفي الأشهر الأخيرة بدأ الشاباك بنشاط علني في صفحات التواصل الاجتماعي ، حيث قام 30 ضابط من الشاباك من مسؤولي المناطق بنشر مئات المنشورات على الفيس والتي حظيت بآلاف
المتابعين الفلسطينيين وبآلاف ردود الفعل .
على المستوى العملياتي فإن صفحات الفيسبوك هذه تستهدف كبح المقاومة الفلسطينية العنيفة ، ولكن هناك هدف آخر أهم من هذا : تغيير الوعي الفلسطيني في نظرته للواقع في الضفة الغربية والعلاقة مع اسرائيل بشكل عام ، وعلى رأس ذلك منح شرعية لسلطة الحكم العسكري الاسرائيلي وتطبيع السلوك في المناطق المحتلة .
أسلوب العمل : خلق عالم وهمي على الفيسبوك لا يوجد فيه احتلال ، الفلسطينيون والاسرائيليون في الضفة الغربية يعيشون بسعادة ومساواة ، والشاباك يعمل لليهود والعرب دون تمييز ، في هذا الواقع الافتراضي تعتبر مقاومة السلطات العسكرية مقاومة للسلام والتقدم .
من الناحية المهنية تسمى هذه الأساليب " عمليات وعي " ، كما أن الجيش ايضا أقام مركز عمليات الوعي يسمى " ملت " ، ويشارك في هذه العمليات مختصون في علم النفس ، مختصون في التسويق ، مستشرقون ورجال استخبارات ، وميزة الشاباك عن الجيش هو معرفته القريبة بالميدان ، كما أنهم يعرضون أنفسهم كمقربين من الأجهزة الأمنية ، وطريقة كتاباتهم للمنشورات ودية ،ولكن حاسمة وعلى أساس شعور بالتفوق .
المقال يستعرض بالتحليل بعض المنشورات في ظل بعض الأحداث ،ومنها على سبيل المثال منشورات الكابتن فادي مسؤول منطقة ابو ديس حول وصفه الشهيد أحمد مصطفى عريقات بأنه انتحاري ، إضافة الى ما أعلنه الشاباك على صفحة "بدنا نعيش " في اكتوبر 2017 من أن الكابتن حسام سيقوم بتخصيص أيام معينة في إطار حملة لإزالة المنع الأمني عن سكان رام الله .
صفحة الفيسبوك للشاباك تستخدم لتجنيد "جواسيس" وتلقي معلومات بشكل مباشر وعلني ، مثل طلب معلومات حول تفاصيل عملية معينة .
صفحة الفيسبوك للشاباك مزينة بآيات من القرآن الكريم وحكم وأمثلة عربية ، والهدف من ذلك خلق شعور بأن ضباط الشاباك خبراء بالثقافة العربية والاسلامية .
احدى الوسائل المستخدمة كحرب نفسية هي تشويه وإهانة نشطاء حماس أو منظمات أخرى ، وكمثال على ذلك نشر الشاباك في صيف 2019 منشوراً يظهر فيه نشيط حماس من غزة كمن يتحرش جنسيا بآخرين ، كما ان هناك أسلوبا آخر وهو تشويه سمعة النضال الفلسطيني ، كإظهار عاصم البرغوثي كقاتل امرأة حامل ، المنشورات تهدف الى القول ان نشطاء حماس ليسوا أبطالاً ، انتشار الكورونا منحت ضباط الشاباك فرصة لعرض أنفسهم وكأنهم يعملون من أجل الصالح العام وإظهار المرحلة كمرحلة نضال اسرائيلي عربي ضد عدو مشترك .
كلمة الاحتلال لا تظهر على صفحة الفيس التابع للشاباك ، الوضع الحالي هو أمر مسلم به ، ويتم عرض الفلسطينيين المحتجين كمن يعمل ضد السلام وضد المصالح الفلسطينية .