هنية: فشل العدو في استعادة أسراه بالقوة كما فشل في كل أهدافه وسيدفع الثمن مقابل أسراه
الموقع الرسمي - حركة حماس

كلمة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأخ المجاهد إسماعيل هنية مساء الخميس عبر فضائية الجزيرة:


** لليوم الحادي والأربعين يواصل شعبنا الفلسطيني المجاهد وقطاعنا الصابر المرابط ومقاومتنا الصامدة البطلة خوض معركة الشرف والعزة والكرامة في مواجهة واحد من أكثر جيوش العالم إرهابا ومعزز بدعم عسكري أمريكي غير محدود وعلى الرغم من ذلك ما لانت لشعبنا قناه ولا فطرت قطاعنا عزيمة.


** ها هم أبطال المقاومة يسيطرون على أرض غزة صفحات مجد عز نظيرها في البطولة والشجاعة والإقدام، وها هم يوجهون ضرباتهم الموجعة لجيش العدو وآلياته التي ظن أنها مانعتهم من ضربات مجاهدينا الأبطال ولكن خسرت حساباتهم وسقطت رهاناته.


** هؤلاء المقاتلون الميامين الذين ينطبق عليهم قوله تعالى:" { بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ } هم جند الله يحقق بهم إرادته ويقطع بهم دابر أعدائه، وقد جعل الله لهم سلطانا مبينا وأتاهم بأسا شديدا.


** يسطر شعبنا في قطاع غزة من صبر وإيمان وثبات وكبرياء قد هز الدنيا بأسرها وأدى إلى صحوة عالمية غير مسبوقة رغم عظم الثمن الذي قدمه من الأطفال والنساء والشيوخ والمقدرات والممتلكات، مسجلا بذلك انتصارا لا يقل بل هو امتداد لطوفان السابع من أكتوبر المجيد.


** يواصل شعبنا في الضفة التحدي ومواجهة هذا الاحتلال والوقوف في وجه مستوطنيه، واحتلاله العسكري، وجرائمه المتواصلة من قتل واعتقال ومصادرة وإرهاب.


** العدو يشن حرباً على المستشفيات في غزة في مخالفة لكل الأعراف والمواثيق والقيم الإنسانية وكان آخرها الهجوم الوحشي وما زال على مجمع الشفاء الطبي مستنداً إلى الأكاذيب التي افتراها ويسعى إلى تسويقها وقد ثبت بطلانها سواء كان في مستشفى الشفاء أو مستشفى الدكتور عبد العزيز الرنتيسي للأطفال.  


** المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تخوض اليوم معركة مشرفة للدفاع عن فلسطين وعن مقدسات الأمة دون أن تلين لها قناة أو تنكسر لها إرادة وستواصل مع شعبنا الصمود والثبات.


** نخوض مع العدو الصهيوني صراعا استراتيجيا لن نكون فيه إلا منتصرين بإذن الله وعونه وتوفيقه، لا نشك في ذلك مثقال ذرة، وإن أرادها العدو معركة طويلة فنحن نفسنا أطول من نفس عدونا.


** ستكون لمقاومتنا بإذن الله اليد الطولى والكلمة الفصل وسوف يرى العالم كتائب القسام وفصائل المقاومة في القطاع بل في كل أرضنا الفلسطينية وهي تدحر الاحتلال من قطاع غزة كما دحرته قبل 18 عاما وسيرحل عن كل أرضنا فلسطين المباركة ولن يحصد إلا المزيد من الفشل والخيبة والانكسار.  


** بعد 41 يوماً من العدوان الهمجي للاحتلال وما قام به من قتل وحشي فقد أفشل شعبنا ومقاومته الباسلة أهداف العدو ومخططاته في التهجير أو استعادة الأسرى بالقوة، وسقطت هذه المخططات وستسقط معها كل أوهام  العدو ولم يستطيع تحقيق أي من أهدافه أو استعادة أسرار إلا بدفع الثمن الذي تحدده المقاومة.  

 

** لقد تابعنا أعمال القمة العربية والإسلامية الطارئة التي انعقدت قبل أيام في الرياض وإنني أدعو إلى تنفيذ ما صدر عنها من قرارات وخاصة المتعلقة بوقف العدوان وكسر الحصار "فورا" عن قطاع غزة وحماية المقدسات وتحقيق تطلعات شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال.  

 

** أدعو إلى سرعة انعقاد اللجنة المكونة من عدد من الدول المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية الطارئة، والمكلفة بمتابعة تنفيذ القرارات الصادرة عنها.  


**أقول لقادة الأمة أن قوى المقاومة الفلسطينية هي قوة لكم وذخر، وأن قدرتها على لجم أطماع العدو ومواجهة تهديداته هي عنصر قوة أمة بأكملها وليس للشعب الفلسطيني وحده، ووجود المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال وتهديداته بات ضرورة ومصلحة عربية وإسلامية أكيدة.  

 

** لقد اتخذ مجلس الأمن الدولي بالأمس قرارا بخصوص العدوان على غزة رفضه العدو الصهيوني فورا؛ في تأكيد على سياسته الواضحة باعتبار نفسه كيانا فوق القانون ويستمر في تعطيل الإرادة الدولية التي تم تثبيتها في تصويت الجمعية العامة قبل أسبوعين.  

 

** كان ينبغي أن يتضمن القرار الصادر عن مجلس الأمن أمس إدانة حصرية ومباشرة لجرائم الحرب والتطهير العرقي التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة وفي الضفة على مدار الساعة، كذلك انتهاكه للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية خاصة المتعلقة بحالة الحرب.  


** أؤكد على أهمية إجبار العدو على وقف العدوان، وفتح المعابر وسرعة إيصال المساعدات لسد احتياجات القطاع وإنهاء الحصار عنه بشكل نهائي، والإقرار بالحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وكل ذلك دون قيد أو شرط باعتباره حقا أصيلا لشعبنا مكفول بالقوانين والقرارات الدولية ذات الصلة.


** إننا نقول للعدو المجرم الذي أجج الصراع في المنطقة ولكل الذين يساندونه ويسوقون الأوهام ويمنون النفس بتغيير الواقع السياسي والميداني والجغرافي قطاعنا الصامد أقول لهم " حركة حماس حركة متجذرة في أرضها ملتحمة بشعبها ولن يستطيع العدو وكل من تحالف معه وشاركه عدوانه تغيير الواقع في قطاع غزة.


** فليسوّف العدو الأوهام كيف يشاء، ويرفع سقف أهدافه كما يريد، فسيتحطم ذلك كله بإذن الله ثم بإرادة شعبنا وبسالة مقاومتنا وإسناد أمتنا وكل أحرار العالم وعلى صخرة الواقع والحقيقة.


** أؤكد وأقول وليسمعنا العالم أجمع بأن صاحب الحق الوحيد في تحديد مستقبل قطاع غزة وكل فلسطين؛ هو الشعب الفلسطيني بإرادته الحرة المستقلة.


** أوجه التحية لشعبنا الفلسطيني المرابط القابض على جمر الصبر والصمود والثبات، فتحية فخر واعتزاز لأهلنا في غزة البطلة ومقاومتنا الباسلة التي باتت تمثل طليعة الأمة والطائفة المنصورة بإذن الله  


** أوجه التحية لشعوب أمتنا العربية والإسلامية التي ما هدأ تفاعلها وحراكها نصرة للشعب الفلسطيني ودعماً للمقاومة وغضبا على ما يقوم به العدو من جرائم في غزة.


** أخاطب الأمة جمعاء وأقول لهم أن غزة قدمت نموذجا في تاريخ الأمة الإسلامية لم يوجد منذ أكثر من 100 عام، ومن رحم المعاناة وأنياب الحصار فتحت غزة الباب واسعا للتحولات الاستراتيجية على صعيد القضية والمنطقة وصنعت وكتبت التاريخ وضربت الضربة الكبرى في أسس المشروع الصهيوني.


** ولذلك فإن نصرة غزة بالمال والسلاح والجهاد يجب أن يتجاوز كل المعيقات مهما كانت، فلا عذر لقاعد أو راضٍ بالقليل من الجهد والعمل في معركة طوفان الأقصى وهي معركة الأمة جمعاء ولا بد أن تتوحد كل الجهود، والاندفاع بلا تردد نحو الخيارات الجريئة.


**تحية لأحرار العالم الذين يملأون الشوارع والساحات ويمارسون الضغوط على زعمائهم وحكوماتهم للتوقف عن دعم العدوان ووضع حد لجرائم الحرب بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.


** أوجه التحية لجبهات المقاومة الساخنة التي تسهم في هذه المعركة على طريق التوازن الاستراتيجي، والمطلوب الضغط على العدو وسنبقى على العهد صامدين متمسكين بحقنا ومتشبثين بأرضنا ومقاومتنا، وإن نصر الله لقريب.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023