حماس: جيش الاحتلال ساقط أخلاقياً يقتل الأطفال، ومهزوم نفسياً وفاشل حتى في حبْك مسرحية يواري فيها كذبه
الموقع الرسمي - حركة حماس

عقدت حركة المقاومة الإسلامية حماس مؤتمراً صحفياً اليوم السبت 18/11/2023 مواكبةً للعدوان الصهيوني الإرهابي المتواصل على قطاع غزة لليوم 43 على التوالي. وكانت وقائع المؤتمر كما يلي:

——————-

بسم الله الرّحمن الرّحيم



(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)…



السادة الحضور  

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،  



- بداية نترحَّم على أرواح شهداء شعبنا، وندعو الله تعالى الشفاء العاجل لجرحانا ومرضانا

- ونحيّي أبطال المقاومة وكتائب الشهيد عزّ الدين القسَّام المظفرة، الذين يُثخنون في جيش الاحتلال، ويكبّدونه خسائر كبيرة في عتاده وجنوده وضباطه، المهزومين بإذن الله.  



أولاً: مجازر النازيين الجدد:



- تابعتم كيف يرتكب النازيون الجدد المجازر على مدار الساعة، بالأمس ارتكب الاحتلال العديد من المجازر وقصف مدرسة الفلاح التي استشهد فيها نحو 150 شهيداً، وليس آخرها اليوم ارتكابه مجزرة مروّعة ضد الأطفال والنساء والأهالي النازحين في مدرسة الفاخورة.



وبعد الاعتداء على مجمَّع الشفاء الطبي واقتحامه بالدبابات منذ أربعة أيّام، أمهل الاحتلال جميع المرضى والجرحى والطاقم الطبي والنازحين ساعة واحدة لإخلاء المكان، انتقاماً من كلّ شيء في هذا المجمَّع، وانتهاكاً لأقدس مهنية إنسانية، حيث انكشف فيه زيف ادعائهم وكذبهم، فلم يجدوا فيه غرف قيادة أو سيطرة مزعومة، ولم يجدوا فيه أحداً من أسراهم من الجنود والضباط، فما كان منهم وأمام فشلهم الأمني والعسكري، وهزيمتهم النفسية إلا ارتكاب المزيد من القتل والدمار الذي طال حتّى مخازن الأدوية والأجهزة وكافة المعدّات الطبية في مجمع الشفاء.



- إنَّ ما جرى في مستشفى الشفاء هو حلقة من حلقات الإجرام التي تمثل ذروة الانحطاط الأخلاقي والإنساني؛ حيث قامت قوات الاحتلال بعملية طرد وإخلاء قسري لكلّ من تواجد في المستشفى، وإرغامهم على السير على أقدامهم مسافات طويلة ومرهقة، خاصة أنَّ بينهم المرضى والجرحى وكبار السن، في خطوة إجرامية لم يسبق لها مثيل في هذا القرن.

- إنَّ الإخلاء القسري لمستشفى الشفاء وتحويلة إلى ثكنة عسكرية وتدمير المباني والممتلكات هي جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، والأصل أنْ يقف العالم الحرّ والمنظمات الإنسانية والدولية أمامها، ويفرض على الاحتلال الإرهابي العقوبات المنصوص عليها في القوانين الدولية.



وبعد جريمة إخلاء مشفى الشفاء قسرياً وبطريقة همجية، فإنَّ أيّ واقع يحاول الاحتلال فبركته وصناعته، فإنَّه سيندرج ضمن حملة الأكاذيب المفضوحة التي دأب على تسويقها.



- هذه الجرائم والمجازر المستمرّة، على أيدي النازيين  الجدد، والتي راح ضحيتها أكثر من 12 ألف شهيد، بينهم أكثر من 4500 طفل، وما يقارب 4 آلاف لا يزالون تحت الأنقاض، ونحو 30 ألف جريح، ما كانت لتتم هذه المجازر لولا الضوء الأخضر من الرئيس بايدن وإدارته، وتوفيرهم الحماية والدعم لهم، ولولا الصمت والتخاذل الدولي وعدم اتخاذه إجراءات حاسمة في إيقاف هذه الجرائم ، ونحمّلهم المسؤولية عن استمرار حرب الإبادة التي يرتكبها النازيون الجدد بوقاحة وهمجية على مرأى ومسمع من العالم.



إنَّ تصعيد هذه المجازر وحرب الإبادة الجماعية والتجويع واستهداف المستشفيات وكل مقوّمات الحياة الإنسانية، تأتي في سياق تنفيذ مخططات العدو النازي لتهجير أبناء شعبنا، وهنا نؤكّد أنَّ قرار شعبنا ومقاومتنا الحاسم هو رفض هذا المخطط الخبيث وكلّ مخططات العدو، ورغم هذه المجازر التي يرتكبها الاحتلال يومياً، ما يزال مئات الآلاف من أبناء شعبنا في شمال قطاع غزّة، صامدين ثابتين على أرضهم، رافضين كلّ هذه المخططات.



- كما نحيّي رجال المقاومة الأبطال في كل مدن وقرى ومخيمات ضفتنا الأبية، الذين يشتبكون مع جنود الاحتلال الصهيوني، ويواصلون انتفاضتهم وثورتهم وعملياتهم البطولية ضد جنود الاحتلال، ورداً على جرائمهم ومجازره ضد شعبنا في قطاع غزة،  وإرهابه المتصاعد بحق أهلنا في مدن وقرى الضفة الغربية المحتلة، ونشدّ على أياديهم لمواصلة جهادهم وتضحياتهم تعزيزًا لمعركة شعبنا ومقاومتنا في طوفان الأقصى.



ثانياً: بخصوص مزاعم الاحتلال عن وجود آثار لأسرى في مستشفى الشفاء:



- أمَّا بخصوص مزاعم قادة الاحتلال عن اكتشافهم لآثار تدلّ على وجود أسرى في مستشفى الشفاء، فنقول بوضوح: إنَّ كتائب القسَّام نقلت العديد من الجرحى الأسرى لديها للمستشفيات للعلاج بعد إصابة بعضهم نتيجة القصف الصهيوني، وقد خاطر مقاتلونا بسلامتهم لتقديم العلاج لهم.



- وهذا الأمر أكّدته الصور التي بثّتها كتائب القسام، وهذه نقطة تحسب لنا وليست علينا، فنحن نعمل وفق أخلاقنا و أعرافنا وتعاليم ديننا، وفي المقابل، فإنَّ جيش الاحتلال ارتكب مئات المجازر عمداً وعن سبق الإصرار ضدّ المرضى والجرحى وحتى الأطفال الخدَّج، ما يؤكّد أنَّ هذا الجيش ما هو إلا أكبر منظمة إرهابية ونازية في العالم.



- ونقول للنازيين الجدد: عبثاً تحاولون إثبات مزاعمكم وأوهامكم، وبات واضحاً للعالم مستوى السقوط الأخلاقي لجيشكم بقتلكم الأطفال، ومستوى هزيمتكم النفسية حتى فشلكم في حبْك مسرحية توارون فيها كذبكم باستخدام المستشفيات كمقار عسكرية.



 ثالثاً: معبر رفح والممرات الإنسانية:



- ارتباطاً بالمجازر المروّعة التي يرتكبها العدو، لا زال الاحتلال يُمعن في سياسة التجويع والعقاب الجماعي بحق الأطفال والمدنيين العزّل، فما يدخل اليوم إلى قطاع غزة لا يتجاوز الـ 10% فقط من احتياجات شعبنا للمواد الغذائية، بعد أن دمّر الاحتلال المخابز ومستودعات الأغذية، وقطع مصادر المياه، واستهدف خزانات المياه ومحطات التحلية.  



- وهنا نعيد التذكير والسؤال عن مصير قرار القمة العربية الإسلامية الطارئة، الذي مضى عليه 8 أيّام، والذي أكّد على كسر الحصار وإدخال المواد الغذائية والأدوية والوقود فوراً إلى قطاع غزَّة.



- وهنا نوجّه نداءَنا للأمم المتحدة والمنظمات الدولية ولجامعة الدول العربية والإسلامية، بأن تتحمّلوا مسؤوليتكم الإنسانية و السياسية والقانونية في وقف جرائم الاحتلال بحق الأطفال والمدنيين العزّل، فالسكوت أو التخاذل لا يعني استمرار القتل في قطاع غزَّة فقط، بل يعني التهديد للسلم والأمن الإقليمي والدولي، على يد احتلالٍ منفلتٍ من كلّ القيم والقوانين.  



رابعاً: إدارة قطاع غزَّة بعد العدوان:



-  وللإدارة الأمريكية والنازيين الجدد الذين يمنّون أنفسهم بإدارة قطاع غزَّة بعد العدوان؛ فنؤكّد موقفنا الواضح والحازم بأنَّ شعبنا في كافة أماكن تواجده ومكوناته السياسية والاجتماعية لم ولن يقبل وصاية من أيٍ كان، فشعبنا حر لا يقبل العبودية، وسيقرر مصيره بنفسه، ويدنا ستبقى على الزناد، حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، شئتم أم أبيتهم، فقد آمنا بأنَّ الحقوق تُنتزع انتزاعاً ولا تُستجدى، وهذا عهدنا، لن نتراجع عنه، حتى تحقيق تطلعات شعبنا في الحرية والعودة، بإذن الله.



خامساً: في الختام:



نتوجّه بتحيَّة الفخر والاعتزاز بشعبنا الصابر المرابط في قطاع غزة، الذي تعجز الكلمات عن وصف صبره وكبريائه، والذي يتحدّى آلة الحرب الصهيونية، ويقف سداً منيعاً أمام مخططات الاحتلال الرامية لتهجيره عن أرضه، ونقولها بصوت فلسطيني واحد واثق؛ لا هجرة بعد اليوم، وإنما تحرير وعودة.



- كما نتوجه بالشكر والتقدير لكافة الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم، وندعوهم لاستمرار التضامن والدعم لشعبنا الفلسطيني انتصاراً لقيم الحرية والعدل والمصير المشترك، لمحاصرة النازيين الجدد، ومن يدعمونهم، بتفعيل التظاهر في كافة العواصم، وأمام السفارات، وبتفعيل المقاطعة الاقتصادية لوقف جرائم الاحتلال وحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها على مدار الساعة ضدّ الأطفال والمدنيين والنازحين في المدارس والمستشفيات.



جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023