حماس: بعد 46 يوماً من العدوان لم يحقّق العدو الصهيوني أيّ إنجاز على الأرض
الموقع الرسمي - حركة حماس

عقدت حركة حماس مؤتمراً صحفياً في العاصمة اللبنانية بيروت مواكبةً لتطورات العدوان الصهيوني الإرهابي المتواصل على قطاع غزة، جاء فيه:


** لليوم السَّادس والأربعين من العدوان الصهيوني وحرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال النازي على شعبنا، لم يحقّق العدو الصهيوني أيّ إنجاز على الأرض أمام بسالة مقاومتنا وصمود شعبنا، سوى ارتكابه مزيداً من جرائم الحرب والمجازر المروّعة بحق أهلنا في قطاع غزّة، حيث ارتفع عدد الشهداء لأكثر من 13 ألفاً منهم 5500 طفل، وتجاوز عدد الجرحى في قطاع غزة الـ 30 ألفاً.

 

** وتواصل كتائب القسام المظفرة وقوى المقاومة الباسلة المجاهدة التصدّي البطولي بكل قوَّة وثبات لجيش الاحتلال وتوغل آلياته في أرض غزَّة العزَّة، التي ستنفي خَبَثَ هؤلاء القتلة المجرمين، بإذن الله.


** مقاتلو القسَّام والمقاومة الفلسطينية البطلة يخرجون من بين الأنقاض، ومن خلف خطوط العدو، ومن نقطة صفر، ومن حيث لا يحتسب، ويثخنون في جنود العدو وضباطه ..


** هؤلاء هم جند الله.. مقاتلون أشداء.. لا يهابون الموت ولا يأبهون لترسانة العدو ودباباته.. وصواريخه وأسلحته الأمريكية..

إنَّهم يمرغون أنف الاحتلال بالتراب.. و يحطّمون صورة جيشه ودباباته التي كان يفاخر العالم بها.. فكلّ التحية والفخر والاعتزاز لأبطال شعبنا، نقبّل رؤوسهم، ونشدّ على أياديهم، ونبارك جهادهم ورميهم المسدّد..

 

** نتنياهو وجيشه لن يستطيعوا تحقيق أي من أهدافهم .. ولم ولن يستطيعوا تحقيق أي إنجاز عسكري.. فهم يجيدون القتل ولا يجيدون القتال..

ونحن واثقون بالنصر.. وهزيمة الاحتلال.. ودحره.. ولا مجال ولا خيار لنا إلا الانتصار، بحول الله وقوته.

 

** استمرار جرائم ومجازر الاحتلال النازي:

- النازيون الجدد، يمارسون سياسة القتل الممنهج على مدار الساعة، كما يستهدفون كافة المرافق الصحية والخدمية؛ وقد تابعتم كيف أخرج الاحتلال 25 مشفى عن الخدمة في مدينة غزَّة وشمال القطاع بقوة السّلاح، والتدمير المباشر بالطائرات وسلاح المدفعية كما حصل مع مجمَّع الشفاء الطبي، وكما يحصل حالياً في الحصار الوحشي والقصف الهمجي للمشفى الإندونيسي الذي يضمّ 400 جريح و2000 نازح و200 طبيب وفني؛ المستشفى الإندونيسي هو آخر مؤسسة عاملة في شمال القطاع مع مشفى كمال عدوان.

اليوم ارتكب هذا العدو النازي مجزرة مروّعة ضد المستشفى الإندونيسي ومشفى العودة، راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى بينهم مرضى ونازحون وأطباء وممرضون.

 

** أما مجمَّع الشفاء الطبي، الذي حوّله الاحتلال إلى ثكنة عسكرية، ودمَّر أقسامه وأجهزته ومعدّاته الطبية.. وأخرجه من الخدمة، ولا زال الاحتلال يسوّق الروايات المتهافتة بادّعاء المتحدث باسم جيش الاحتلال، بوجود فتحة أو حفرة في باحات المجمع؛ في مسرحية سخيفة لن يصدقها أحد.

 

- وقد أكّدنا ونؤكّد مجدداً أنَّه لم يتم استخدام أيّ مشفى لأغراض عسكرية أو أعمال قيادية، لا في مجمَّع الشفاء الطبي، ولا في غيره المراكز الصحيّة التي تؤدّي دورها الإنساني المشهود.

 

فالاحتلال والمتحدث باسم جيش العدو يواصل الكذب وفبركة مسرحيات سخيفة، كغطاء لمواصلة استهدافه للمستشفيات والمدارس، وكافة البنى التحتية لشعبنا الفلسطيني في غزّة، كجزء من خطته المكشوفة وأهدافه الخبيثة التي لا زالت تراوده بتهجير شعبنا عن أرضه.


** الاحتلال يحاول حرمان شعبنا من كافة أسس الحياة، فيشن حربه على المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس والمخابز ومحطات الكهرباء وتحلية المياه .. وغيرها، لدفع وإجبار أبناء شعبنا إلى النزوح عن مدينة غزَّة وشمال القطاع باتجاه الجنوب، ولدفعهم لاحقاً للهجرة إلى مصر، بغطاء مباشر من الإدارة الأمريكية والرئيس بايدن، وهنا نودّ التأكيد على ما يلي:

 

** إنّ شعبنا الفلسطيني متمسّك بأرضه، ولن يغادرها، فلا نزوح ولا ترحيل.. وبقاء مئات الآلاف من أهلنا في مدينة غزة وشمال القطاع، رغم التدمير وجرائم الاحتلال المتواصلة يؤكد فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه.


** شعبنا الفلسطيني الشامخ ..لا ترهبه صواريخ النازيين الجدد.. ولا مجازرهم.. يلملم أشلاء أبنائه.. ويدفن أحبابه.. وتسيل دماؤه وهو يقف كالطود الأشمّ صابراً محتسباً .. فهو أبو المقاومة وأمّها وسندها وفخرها .. هو صانع ملحمة الصمود والانتصار على طريق دحر الاحتلال وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

 

** إنَّ المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقنا وعلى أشقائنا في الدول العربية والإسلامية، أن نوفّر كل أسباب الصمود والتثبيت، وسبل الحياة الكريمة لأهلنا في قطاع غزة، وهذا يستدعي بالضرورة، أن يبقى  معبر رفح مفتوحاً بشكل كامل ودائم، لدخول الوقود والمواد الغذائية والأدوية، ولخروج المرضى للعلاج من أصحاب الحالات الخطيرة.


 ** وحتى لا ينخدع بعضنا ببعض المعلومات المُجتزَأَة؛ فأكثر يوم دخلت فيه شاحنات إغاثية كان بواقع 100 شاحنة، في الوقت الذي يحتاج فيه قطاع غزة لـ 1000 شاحنة يومياً. أي أنَّ ما يدخل غزة من المواد الغذائية لا يتجاوز الـ 10% فقط، وهذه عيّنة عن المواد الغذائية، ولكم متابعة المزيد من المعلومات عبر بيانات الحكومة في غزة والمنظمات الدولية.

 

** عدد الشاحنات التي تدخل قطاع غزَّة لا تسدّ الحد الأدنى من الحاجة، فالوضع في غزة يحتاج إلى ممرات إنسانية دائمة، لإنقاذ الأطفال وإغاثة المدنيين، ولإفشال مخططات الاحتلال الذي يستخدم سياسة العقاب الجماعي لتهجير شعبنا. وهنا، نكرّر التذكير بالقرار الصادر عن القمة العربية الإسلامية الطارئة في 11 من هذا الشهر، الداعي لكسر الحصار وإدخال المواد الطبية والإغاثية والوقود فوراً (هذا القرار مضى عليه 10 أيام!!)

 

** بشأن الحديث عن صفقة هدنة إنسانية (مؤقتة)


فإننا لا زلنا ننتظر رد الاحتلال بخصوص اتفاق الهدنة الإنسانية، بعد أن سلمنا ردنا للإخوة المصريين والقطريين، والذين يبذلون جهودا مُقَدَّرة للوصول إلى الاتفاق.

 

** ندين بشدّة استهداف الاحتلال النازي للصحفيَّيْن في قناة الميادين، واللذين استشهدا في قصف صهيوني غادر على جنوب لبنان، في جريمة بشعة تنضم لمسلسل جرائم الاحتلال التي ارتقى فيها نحو 65 صحفياً شهيداً معظمهم في قطاع غزة منذ بدء العدوان، ونؤكد أن سياسة قتل الصحفيين واستهدافهم، لن تُفلح في إخفاء حقيقة هذا الاحتلال النازي وجرائمه المتواصلة.

 

** وفي رسالتنا إلى شعبنا وأمتنا وأحرار العالم: نتوجّه إلى:

 

شعبنا الفلسطيني المرابط الصابر؛ نقف إجلالاً وتقديراً وإكباراً لكم ولعظمتكم التي قهرت العدو، ولتضحياتكم الأسطورية، ولدمائكم الزكيَّة الطاهرة التي ستنتصر على هذا العدو الجبان المهزوم، وسنعلن انتصارنا قريباً، وسنصلّي معاً في ساحات الأقصى محرّراً عزيزاً بإذن الله.

 

** شعوبنا العربية والإسلامية والشعوب الحرَّة في هذا العالم، ونقول لهم:

 

استمروا في حراككم المبارك، ومسيراتكم التضامنية، وفعالياتكم الجماهيرية، وصعّدوا في رفضكم لهذه الحرب العدوانية، والضغط بكل الوسائل لوقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.  

 

-انطلقوا في كلّ المدن والعواصم وفي الميادين والساحات، وأمام السفارات الأمريكية، وإعلاء صوتكم لوقف العدوان .. ولتصدح الحناجر في عواصم العالم انتصاراً  لغزَّة..  ولفلسطين الحرَّة..

 

** وفي الختام:

نترحّم على شهداء شعبنا وأمتنا الأبرار في غزَّة والضفة وفي لبنان وفي كل ساحات الوطن وخارجه، الذين ارتقوا في ساحات الجهاد والرّباط، دفاعاً عن أرضنا ومقدساتنا.


ونرجو الشفاء العاجل لجرحانا الميامين ومرضانا الصَّابرين على الألم والقابضين على زناد الفداء والتضحية، تمسّكاً بالحقوق والثوابت، وفداءً للقدس والأقصى المبارك.

وإنَّه لجهادٌ نصرٌ أو استشهاد

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023