من سيسلّط الضوء على الفظائع في غزة إذا تمّ القضاء على جميع الصحفيين؟
الغارديان

الغارديان: الكاتب أوين جونز


إن المذبحة الجماعية للصحفيين هي واحدة من تلك الفظائع في غزة. فبحسب لجنة حماية الصحفيين، يعدّ هذا الصراع الأكثر دموية للعاملين في مجال الإعلام على الإطلاق. 

وتعرض ما لا يقل عن 57 صحفياً – من بينهم 50 فلسطينياً وسبعة صحفيين أجانب – للقتل العنيف؛ وأصيب 100 آخرون، كل ذلك في سبعة أسابيع فقط. 

ولوضع هذه الأرقام في نصابها الصحيح، ونقلا عن عن الاتحاد الدولي للصحفيين، قُتل ما مجموعه 68 عاملاً في مجال الإعلام على نطاق عالمي خلال عام 2022 بأكمله". 

في بداية هذا الشهر، قال نتنياهو للمدنيين والجنود الإسرائيليين على حد سواء: "تذكروا ما فعله العماليق بكم"، مذكراً بفقرة في الكتاب المقدس حيث يأمر الله بني إسرائيل بالانتقام من هجوم العماليق عن طريق "قتل الرجال والنساء والأطفال والرضع". وقد وضعت الصواريخ الإسرائيلية هذه الوصية موضع التنفيذ مراراً وتكرارا". 

فأين هو التضامن الصحفي الجماهيري؟ ورغم أن جماعات الدفاع عن الصحفيين الدوليين تحدثت علناً بشكل جدير بالثناء، إلا أنها تفتقر إلى الظهور في الساحة الرئيسية. 

أين المقالات الافتتاحية النارية في الصحف التي تدين هذه الفظائع بالذات، وأين النشرات التلفزيونية التي لفتت الانتباه إليها، وأين الصحفيين البارزين الذين يطالبون بالتضامن والحماية؟ 

إن المراسلين والمصورين الصحفيين في غزة هم الأكثر شجاعة بين الجميع، وحكم الإعدام يخيّم على كثيرين منهم: فإذا انهارت الهدنة، فإن المزيد من مهنة الصحافة سوف تنتهي بعنف. 

لقد أرسل السياسيون الغربيون والعديد من وسائل الإعلام للعالم رسالة واضحة مفادها أن قيمة الحياة الفلسطينية تكاد تكون بلا معنى. وينطبق هذا أيضاً على الصحفيين القتلى في غزة، الذين سلطوا ضوءهم على أهوال كانت ستظل في الظلام لولا ذلك، حتى لو تم إخماد أصواتهم واحداً تلو الآخر".


https://t.co/vbDoj6Yw7x




جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023