نشرت قناة فوكس نيوز التقرير بتاريخ 13 أكتوبر الفائت
انتشر، حديثًا، مشهد من تقرير لقناة فوكس نيوز الأميركية مع لقطات شاشة منه، وقال ناشروه إنّه يُظهر وقوع القناة في فخ تزييف احتجاز عنصر من حماس.
وأشار الناشرون، أنّ التقرير يُظهر بداية، مجموعة كبيرة من الجنود وهي تقود رجلًا شبه عارٍ، مُعصب العينين، لكن بعد ذلك مباشرة يظهر الشخص نفسه في مشهد آخر، وهو يرتدي ملابسه بشكل مستقل (دون أصفاد أو حراسة)، فيما بدا أنّ جنود الاحتلال يحاولون إبعاد الكاميرات.
بحث “مسبار” عن أصل الفيديو، ووجد أنّه منشور في قناة فوكس نيوز بتاريخ 13 أكتوبر/تشرين الأول الفائت. وقالت إنّه يُظهر اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي لشاب فلسطيني معصوب العينين، خلال تغطية مباشرة للقناة لعمليات بحث وتمشيط يقوم بها جيش الاحتلال في موقع مهرجان نوفا للموسيقى، والذي ذكرت المصادر الإسرائيلية إنّ 260 شخصًا قُتلوا فيه، أثناء عملية طوفان الأقصى.
وينقل الفيديو مشهدًا بدا فيه الجنود وهم يلقون القبض على رجل، وهو مجرد من ملابسه، قبل أن يعصبوا عينيه ويقتادونه.
لكن، ظهر مشهد آخر بعده، للشخص الذي بدا أنّه اعتُقل، وهو يمسك بنطاله، وعلى مسافة منه عناصر من جيش الاحتلال، يحاولون إبعاد المصورين.
وأوضح تراي ينغيست مراسل القناة، أنّ القائد العسكري الإسرائيلي أعلمه أنّ الشخص الذي قُبض عليه، هو أحد عناصر المقاومة الفلسطينية الذين دخلوا من غزة.
ترتيب المشاهد الذي نقلته القناة، أدى إلى التشكيك في التقرير، وقال مستخدمون إنّ المشهد مفبرك وليس حقيقيًّا، لكن مراسل فوكس نيوز، شارك توضيحًا عبر حسابه على موقع انستغرام، مرفقًا بفيديو أكد أنّه “المقطع الخام الذي التقطته كاميرا القناة”.
وقال ينغيست إنّ الرجل الظاهر فيه ليس "ممثلًا". وأضاف"يمكنك رؤية الرجل الذي تم القبض عليه وهو يخلع ملابسه قبل أن يتم احتجازه. الحقيقة مهمة".
وفق المقطع الذي شاركه المراسل، يظهر رجل وهو يقوم بخلع بنطاله على مسافة من قوات الاحتلال، قبل أن تقوم بإلقاء القبض عليه ثم تعصيب عينيه وأخذه.
وبالتدقيق، لم يلاحظ مسبار وجود تقطيع فيه، عكس التقرير الأول الذي نشرته القناة ويبدو أنّه معاد الترتيب.
لاحظ مسبار وجود تغطية إعلامية مكثفة لعملية القبض على الشخص الظاهر في الفيديو، إذ اصطحب جيش الاحتلال، يومها، مراسلين من وسائل إعلام أجنبية إلى موقع المهرجان.
وقارن التغطية الإخبارية لعدد من وسائل الإعلام للعملية، مع ما نقلته نقلة فوكس نيوز، ووجد أنّ هناك اختلافًا في بعض التفاصيل في رواية الأحداث.
وثقت صور منشورة في وكالة غيتي للصور، عملية القبض على الرجل الظاهر في تقرير فوكس نيوز، لكن دون أن تُحدد هويته عكس القناة، التي ذكر مراسلها مباشرة أنّه فلسطيني.
إذ قال المصور ليون نيل، في وصف أرفقه بالصور التي التقطها للحادثة، إنّها "لرجل أُمر بخلع ملابسه قبل إلقاء القبض عليه بعد العثور عليه في موقع مهرجان موسيقى سوبر نوفا، في أعقاب إطلاق نار، بينما يواصل الجنود الإسرائيليون البحث عن بطاقات الهوية والممتلكات بين السيارات والخيام".
من جهته، ذكر أريس ميسينيس في صور التقطها لصالح وكالة فرانس برس، ووزعتها غيتي، أنّها لـ"جنود إسرائيليين يعتقلون رجلًا أثناء قيامهم بدورية بالقرب من كيبوتس بئيري في جنوب إسرائيل في 12 أكتوبر 2023".
موقع شبكة إن بي سي نيوز، نقل من جانبه، أنّه عندما دخل رجل يرتدي قميصًا أبيض إلى الموقع، اقترب منه الجنود وأسلحتهم مصوبة، خوفًا من وجود قنبلة، صرخوا عليه ليجلس ويخلع ملابسه، وعندما تحدث باللغة العربية، أطلق بعض الجنود النار في الهواء بينما كان يخلع ملابسه، قبل أن يقتادوه بعيدًا".
من جانبه ذكر مراسل قناة سكاي نيوز، في تقرير له، خلال تغطيته للعملية، أنّ “مقاومًا يشتبه أنّه تابع لحماس" ظهر خلال تمشيط الجيش الإسرائيلي للموقع و"هو يلوح بسكين".
وأشار المراسل أنّه تم رفع الأسلحة الرشاشة وتوجيهها نحوه، وطُلب منه خلع ملابسه خوفًا من إمكانية وجود سترة ناسفة. وأضاف أنّه “بمجرد خلع ملابسه، طُرح على الأرض معصوب العينين ومقيد اليدين، فيما اتخذ جنود آخرون مواقع دفاعية لحماية زملائهم، احترازًا من إمكانية وجود مقاتلين لحماس مختبئين في المكان”.
ونشرت وكالة أسوشييتد برس، صورًا من الحادثة نفسها، وقالت إنّها لجنود إسرائيليين يحاصرون فلسطينيًا هاجمهم بسكين في موقع مهرجان موسيقي بالقرب من الحدود مع قطاع غزة، الخميس 12 أكتوبر 2023.
لكن بالتدقيق في التقارير المنقولة في مختلف وسائل الإعلام التي عاينها مسبار، لم تُظهر أي منها وجود سكين في يد الشخص محور الادعاء، ولا أي صبغة هجومية منه تجاه الجنود.
واقتصرت الصور ومقاطع الفيديو التي نُقلت، على انبطاحه أرضًا وخلعه لملابسه قبل أن يتم القبض عليه واقتياده.
كما لم تنقل التقارير الإخبارية تفاصيل أخرى عن الرجل، وقد أشار بعضها أنّه تحدث باللغة العربية لكن دون دليل على ذلك. كما لم توثق بالصور أو مقاطع الفيديو كيفية دخوله للموقع، خاصة أنّها تزامنت مع عملية عسكرية يقوم بها الجيش الاسرائيلي وجاءت بعد خمسة أيام من عملية طوفان الأقصى، وإثر تمشيط جيش الاحتلال للمنطقة قبل يوم 12 أكتوبر