حماس: ما لم يحقّقه الاحتلال خلال أكثر من خمسين يوماً قبل الهدنة.. لن يحققه بعدها
الموقع الرسمي - حركة حماس


عقدت حركة المقاومة الإسلامية حماس مؤتمراً صحفياً مساء اليوم الأحد 03-12-2023 في العاصمة اللبنانية بيروت؛ مواكبةً لتطورات العدوان الصهيوني الإرهابي على قطاع غزة، جاء فيه:


بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}.

الحمد لله ناصر المؤمنين، وقاهر الأعداء والمتجبرين والمحتلّين،  

والصَّلاة والسَّلام على قائد الجهاد وإمام المجاهدين، محمَّد صلّى الله عليه وسلّم، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى منْ سار على درب ذات الشوكة في أرضنا المباركة، إلى يوم الدّين،

وبعدُ،

• فبداية، نترحّم على أرواح شهداء شعبنا الذين ارتقوا منذ أن بدأ الاحتلال النازي حربه العدوانية ضد أهلنا في قطاع غزَّة،  


• ونسأل الله تعالى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين والمرضى، ونبعث بتحيّة الصمود والإباء لأهلنا في قطاع غزَّة، الصابرين، المرابطين، المحتسبين، الرّاسخين على أرضهم، وهم يواجهون عدواناً غاشماً وحرب إبادة جماعية لم يشهد لها التاريخ الحديث مثالاً.

 

- إنَّ استئناف المجرم نتنياهو وجيشه النازي حربه المسعورة ومجازره البشعة، ضدَّ النساء والأطفال والمدنيين العزل، وضدّ المستشفيات والمدارس والمساجد ومراكز إيواء النازحين، في كلّ مكان من قطاع غزَّة، شمالاً وجنوباً، وتصعيد عدوانه وجرائمه في الضفة الغربية ومدينة القدس، لن تحقّق له أيّ من أهدافه.


- ونقول بكل قوَّة وثقة: ما لم يحقّقه الاحتلال خلال أكثر من خمسين يوماً قبل الهدنة المؤقتة.. لن يحققه بعدها مهما امتدت هذه الحرب وطالت.

- ولن يجني نتنياهو وجيشه منها إلاّ الفشل والهزيمة القاسية.. والمزيد من جثامين جنوده.. وتدمير دباباتهم وآلياتهم.. والغرق أكثر وأكثر في مستنقع جرائمهم النازية على أرض غزَّة.. ونقولها باستمرار: غزَّة كانت وستبقى مقبرة الغزاة والمحتلين..


- أهداف نتنياهو وجيشه.. ستتحطّم على صخرة صمود شعبنا، وستمضي كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام وقوى المقاومة المظفرة في ردّ العدوان والدفاع عن أهلنا في قطاع غزَّة، والإثخان في جنود العدو النازي وضباطه حتى دحرهم عن غزَّة، وكنسهم عن أرضنا.


- الإدارة الأمريكية ورئيسها (بايدن) ووزير خارجيته بلينكن.. شركاء في الدم الفلسطيني والمجازر وجرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية، وهم سيدفعون ثمن جرائمهم من مستقبلهم السياسي، ولا بدَّ من ملاحقتهم في المحاكم الدولية كمجرمي حرب.

- وهنا نوجّه التحيَّة للأحرار من الشعب الأمريكي الذين يرفعون صوتهم عالياً برفض العدوان.

- ونثمّن موقف الأمريكيين العرب في عدد من الولايات المتأرجحة وقرارهم بحجب أصواتهم عن بايدن، وتدفيعه ثمن دعم العدوان على شعبنا، وندعو كل حرّ في الولايات المتحدة، يرفض جرائم الاحتلال الصهيوني لحجب أصواتهم عن بايدن، ومرشحي حزبه في كلّ الولايات، وكلّ مرشح يؤيّد المجازر الصهيونية بحقّ الشعب الفلسطيني.


- لقد روّجت الدعاية الصهيونية وبعض وسائل الإعلام الغربي والأمريكي المنحاز للرواية الصهيونية أن كتائب القسَّام تتعامل مع المحتجزين بقسوة، وأنَّها تحتجزهم في ظروف مزرية، لكنَّ هذه الرواية الكاذبة تلقت ضربة قاصمة من خلال التسجيلات المصوّرة التي كانت تبثها كتائب القسَّام أثناء وبعد كل عملية تبادل للأسرى والمحتجزين لديها من النساء والأطفال المستوطنين والأجانب.


-و خلال سبعة أيام من مسار صفقة تبادل الأسرى، شاهد العالم أجمع مفارقة كبيرة بين تعامل رجال كتائب الشهيد عزّ الدين القسَّام، مع المحتجزين لديها من المستوطنين والأجانب، من النساء والأطفال، خلال 50 يوماً، وبين تعامل جيش الاحتلال الصهيوني مع الأسرى الفلسطينيين أثناء اعتقالهم وأسرهم منذ السابع من أكتوبر الماضي.


- وكنا قد أبدينا مرونة عالية في استمرار التفاوض من أجل تمديد التهدئة المؤقتة، وأبلغنا الوسطاء أنَّنا مستعدون لاستمرارها، لكن تعنّت الاحتلال ومماطلته، وعدم جديته، ونيّته المبيَّتة في استمرار الحرب والعدوان وقصف المدنيين، كل ذلك حال دون نجاح مسار التفاوض.  

- وفي ظل إعاقة الاحتلال التوصل إلى تمديد الهدنة الإنسانية، فإننا نؤكَّد أنَّ استئناف مفاوضات تبادل الأسرى، مرهون بوقف العدوان، ووقف إطلاق النار.


• إنَّ ادّعاء الاحتلال منذ بداية حربه العدوانية، بوجود مناطق آمنة في جنوب القطاع، ودعوته باستمرار المواطنين للتوجّه إليها، اتضح اليوم أنه كانت خطّة مبيّتة وكمائن لارتكابه مزيداً من المجازر بحقّ المدنيين العزّل والنازحين في الجنوب..  فليس هناك مناطق آمنة.. والعدوان والمجازر يستهدف جنوب القطاع، كما يستهدف الشمال.


• نجدّد تأكيدنا على موقفنا الثابت من رفض كل المخططات الاحتلالية لتهجير شعبنا من قطاع غزَّة، ونحذّر من كل محاولات التساوق والتعاطي معها.


• نشيد بالعمليات البطولية في القدس والأغوار، وببسالة شبابنا الثائر في التصدّي لكل محاولات الاحتلال اقتحام مخيمات جنين وطولكرم وبلاطة ومواجهة جنوده بكل قوَّة، وندعو إلى تصعيد كل أشكال المقاومة والاشتباك مع العدو، ولتستمر الضفة الأبية بركاناً ولهيباً يحرق المحتل وقطعان مستوطنيه.

• إنّ استمرار عدوان الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك، بمنع المصلّين من الوصول إليه، وأدائهم الصلاة فيه، والاعتداء عليهم، منذ السابع من أكتوبر، هو جريمة واستفزاز لكل مسلمي العالم، ولن تفلح في تغيير واقعه الإسلامي، وسيمضي شعبنا في الذود عنه مهما كانت التضحيات.


- نؤكد على ضرورة تكثيف إدخال المساعدات الإغاثية والطبية والوقود والغاز، وكل المعدّات اللازمة لعمل فرق الإنقاذ والدفاع المدني والبلديات في قطاع غزَّة.

- وإدخال المستشفيات الميدانية في كل التخصّصات الطبية، وتزويد مستشفيات قطاع غزَّة بكل ما يلزم لإعادة تأهيلها لتقديم خدماتهم لأهلنا في قطاع غزَّة.

- وسرعة إخراج أصحاب الحالات الطارئة والعاجلة من الجرحى والمرضى خارج قطاع غزّة لتلقي العلاج.


- ندعو الدول العربية والإسلامية والأحرار في كل العالم إلى تشكيل وفود رسمية وشعبية لزيارة قطاع غزَّة، وكسر الحصار ودعم صمود شعبنا ونضاله المشروع.

- نجدّد دعوتنا إلى جماهير أمتنا العربية والإسلامية والأحرار في كل العالم إلى تصعيد كل مظاهر الاستنفار والتظاهر والفعاليات، في كل مدن وعواصم وساحات العالم، رفضاً لاستمرار الحرب العدوانية على شعبنا في غزَّة، ودعماً وتضامنا مع الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في الحريّة والاستقلال وإنهاء العدوان والاحتلال.

- نتوجّه بعميق الشكر لكل المؤسسات الدولية والشخصيات التي آثرت البقاء في قطاع غزَّة منذ بدء العدوان وبعد تجدّده، كما نشيد بكل المواقف العالمية الرّسمية والشعبية الرّافضة للعدوان، وخصوصاً المواقف اليهودية المعارضة للكيان الصهيوني وسياسة الإدارة الأمريكية.  

- ندعو بلجيكا وإسبانيا إلى البناء على مواقفها الجريئة وقيادة حراك أوروبي ودولي لزيارة قطاع غزَّة للاطلاع على حجم جرائم الاحتلال وعمق معاناة الشعب الفلسطيني في غزَّة.

 

الرّحمة والخلود للشهداء، والشفاء العاجل للجرحى والمرضى، والمجد والعزّ لرجال المقاومة الأبطال، والنصر القريب لشعبنا، والخزي والعار والهزيمة للعدو الصهيوني النازي.


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023