تصريحات "صادمة" لحسين الشيخ أمين سر منظمة التحرير عن عبور السابع من أكتوبر.. "ما فيه حد يعتقد أنه فوق المحاسبة والمساءلة"
رويترز

رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) - قال حسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن على جميع الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إجراء "تقييم وطني شامل لكل ما جرى"، وذلك بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية في غزة مباشرة.




وأضاف لرويترز "ما فيه حد يعتقد أنه فوق المحاسبة والمساءلة" و"يجب أن يكون هناك حوار وطني فلسطيني شامل مسؤول وأن نتحلى بالمسؤولية وبالجرأة وأن نواجه أنفسنا بكل صراحة وبكل مسؤولية ودون تردد، لا أحد فوق النقد...".




وتابع الشيخ (63 عاما) أن الحرب التي دارت رحاها في غزة بعد هجمات السابع من أكتوبر تشرين الأول على جنوب إسرائيل تعني أنه "ما فيه حد فوق المساءلة أو فيه حد منزه، إذن يجب أن يكون تقييم وطني فلسطيني شامل لكل ما جرى وما سيجري في المستقبل".




وتسببت هجمات حماس، بحسب قول إسرائيل، في مقتل 1200 إسرائيلي مما أثار قصفا بلا هوادة وحربا برية مما أودى بحياة أكثر من 19 ألف فلسطيني وتسبب في تشريد مئات الآلاف وتحويل كثير من أنحاء قطاع غزة إلى ركام.




ويرى البعض أن الشيخ خليفة محتمل للرئيس الفلسطيني محمود عباس. وهذه التصريحات هي المرة الأولى التي يتحدث فيها قيادي كبير في منظمة التحرير الفلسطينية علنا عن تكتيكات حماس منذ هجمات السابع من أكتوبر تشرين الأول.




كما أقر الشيخ بأن المسار السياسي بموجب اتفاقيات أوسلو للسلام يتعثر و"لم يحقق مبتغاه حتى هذه اللحظة" ولن يحقق بصيغته الحالية طموح الشعب الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية داخل حدود ما قبل حرب عام 1967.




واجتمع الشيخ وعباس مع مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، في رام الله يوم الجمعة. وقال الشيخ لرويترز إن الفلسطينيين أبلغوا سوليفان أن هناك حاجة إلى جهد دولي جديد لإقناع إسرائيل بحل شامل يتضمن الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.




وقال الشيخ لرويترز يوم السبت في مقابلة نادرة جرت في مكتب أنيق تزينه صور عباس وسلفه ياسر عرفات في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، إنه يتعين أن تكون هناك حكومة واحدة تدير الوطن الفلسطيني.




ومعلوم أن الضفة الغربية مقطعة الأوصال بجدار وسياج إسرائيلي يمر كالأفعى قاطعا مئات الكيلومترات عبر التلال. ووسع المستوطنون اليهود في السنوات القليلة الماضية البناء في مناطق من شأنها أن تكون ضمن الدولة الفلسطينية المرتقبة مستقبلا.




وتعتبر معظم دول العالم المستوطنات اليهودية المبنية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 غير قانونية.




وقال الشيخ إنه على الرغم من تقديم دعم بالأقوال، مرحب به، لدولة فلسطينية في الاجتماعات فإن واشنطن لم تقترح آليات ملموسة أو مبادرات سياسية. وكرر دعوة عباس لعقد مؤتمر دولي للسلام لرسم طريق جديد.




وقال مسؤول أمريكي كبير هذا الأسبوع إن فكرة عقد مؤتمر نوقشت مع الشركاء لكن الاقتراح لا يزال في مرحلة أولية.




أرسل الرئيس الأمريكي جو بايدن سلسلة من كبار المسؤولين الأمريكيين إلى الضفة الغربية للاجتماع مع عباس والشيخ في مسعى لتجديد السلطة الفلسطينية المتداعية لتتولى مسؤولية غزة بمجرد انتهاء الحرب وتوحيد إدارة القطاع والضفة الغربية.




وناقش المسؤولون الأمريكيون الزائرون الحاجة إلى إجراء إصلاحات لمكافحة الفساد وتسليم سلطات تنفيذية أوسع لرئيس الوزراء وإدخال دماء جديدة للسلطة الفلسطينية.




ورغم الجهود الأمريكية قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الجمعة إنه لن يسمح للسلطة الفلسطينية بإدارة قطاع غزة بعد الحرب وأشار إلى أن إسرائيل ستحتل القطاع بدلا من ذلك.




وقال الشيخ إن السلطة الفلسطينية هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وستكون مستعدة لتولي إدارة غزة بعد انتهاء الحرب.

غير أنه أقر بضرورة إعادة تقييم السلطة الفلسطينية لدورها.




ولا تحظى السلطة الفلسطينية بشعبية ويعتبرها العديد من الفلسطينيين فاسدة وغير ديمقراطية ومنفصلة عن الواقع. وعلى النقيض من ذلك، أظهر استطلاع رأي فلسطيني قبل أيام زيادة شعبية حماس في كل من غزة والضفة الغربية منذ تنفيذها الهجمات.




وفي إشارة إلى حماس التي خاضت خمس حروب ضد إسرائيل منذ عام 2008، قال الشيخ "لا يجوز للبعض إنه يعتقد أن طريقته وأسلوبه في إدارة الصراع مع إسرائيل كانت الأمثل والأفضل".




وأضاف أنه بعد سقوط هذا العدد من القتلى وبعد كل ما حدث "ألا يستحق كل ذلك وكل ما يجري أن نجري تقييما جادا وصادقا ومسؤولا لنحمي شعبنا ونحمي قضيتنا؟"




وتابع القول متسائلا "ألا يستحق كل ذلك أن نناقش كيف ندير هذا الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي؟"




وقال الشيخ إنه تم تدمير 60 بالمئة من قطاع غزة وإن إعادة الإعمار ستتكلف 40 مليار دولار على مدى عقود.


وردا على طلب رويترز للتعليق على كلام حسين الشيخ، قال سامي أبو زهري المسؤول في حماس إن الشيخ كان "إلى جانب الإدارة المدنية الإسرائيلية، ومهاجمته للمقاومة الفلسطينية ليست مفاجئة".

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023